البث المباشر الراديو 9090
المتحف النوبى
يمثل المتحف النوبى فى جنوب الوادى بمحافظة أسوان، نموذجًا حيًا ومثاليًا للمتحف كفكرة عملية ومناسبة فى طريقة عرض المقتنيات والأشكال والبانوراما.

وقد جعل المتحف النوبى من مدينة أسوان مركزًا ثقافيًا ونافذةً على التاريخ القديم، حيث يتوسط المحافظة مستقطبًا الأفواج السياحية الزائرة للمدينة العريقة، يتعرفون من خلاله على الفنون والثقافة النوبية، فضلًا عن أنه يمثل موقعًا لحفظ التراث، وكذا يعد بمثابة معهد بحثى لدارسى تراث الشعوب وحضاراتهم، حيث يلقى الضوء على أرض ظلت لآلاف السنين المدخل لقارة إفريقيا.

فى أثناء الحملة الدولية لإنقاذ آثار النوبة، التى تبنتها منظمة اليونسكو، ظهرت فكرة المتحف النوبى، فتم إعداد الدراسات لبنائه أوائل الثمانينيات، ليتم افتتاحه عام 1997، محتلًا لربوة عالية تجاوره القباب الفاطمية الإسلامية المعروفة بالـ "44 ولى"، ويتميز المتحف بطراز معمارى نوبى استوحاه المصممون من المقابر الفرعونية.

ربوة مرتفعة من الحجر الرملى والصخور الجرانيتية التى تتميز بتكويناتها المتدرجة، تم استغلالها فى العرض الخارجى للتماثيل كبيرة الحجم والأنشطة التراثية والفنية لأهالى النوبة، عبر قرية نوبية صغيرة وسط حدائق تكسوها النباتات المصرية، وعلى مساحة 50 ألف متر مربع، تم تخصيص7 آلاف متر مربع مقام عليها مبنى متحف النوبة، و43 ألف متر مربع للموقع الخارجى والعرض المكشوف.

وقد خُصصت نصف المساحة المقام عليها مبنى المتحف، لقاعات العرض المتحفى الداخلى، والنصف الآخر للمخازن والترميم.

كما حفرت قنوات وبحيرات ترمز إلى نهر النيل من المنبع إلى المصب، ومجموعة جنادل توضح العلاقة بين النهر والقرى النوبية، علاوة على مسرح مكشوف تُعرض عليه فنون الفولكلور النوبى، وكهف يوجد على جدرانه مجموعة من رسوم لحيوانات ما قبل التاريخ.

وقد رُوعى فى تصميم المتحف، أن يكون منخفضًا، كذلك روعى المناخ القارى لأسوان، فجاءت فتحات النوافذ صغيرة مقارنة بسطح الواجهات التى انعكس عليها الطابع النوبى فى المعمار، وقد بدا ذلك واضحا فى تكوينات الشبابيك والبوابة والمدخل الرئيسى، طبقًا للأسلوب المعمارى السائد فى منطقة النوبة منذ عصر ما قبل التاريخ.

المتحف من الداخل

حصل مبنى

أما الطابق الأرضى فيتكون من المداخل الرئيسية وقاعات العرض المؤقت وكبار الزوار وغرف الأمن والإدارة، كما يتصل بالعرض الخارجى للموقع العام .

ويضم الطابق الأول : ويضم المكتبة وحجرات التصوير والميكروفيلم وإدارة المتحف والخدمات، إضافة لمركز للمعلومات وقسم للأنشطة التعليمية الخاصة للطلاب.

تمثل المجموعة الأثرية الجزء الأكبر من محتويات المتحف، ومنها تمثال الملك رمسيس الثانى، مقصورة قصر أبريم، نموذج لمعبد فيلة، لوحة حجرية لأمنحتب، مقصورة البابون والعقرب، لوازم وحليات للخيول، شواهد قبور تمثال للبا "الروح"، تمثال أمرديس، لوحة حجرية لتانوت آمون، نموذج لمقبرة إسلامية، الساقية والشادوف هيكل عظمى من وادى الكوبانية، نموذج لدفنة نوبية من المجموعة الأولى، تمثال الملك خفرع.

كما يتميز المتحف ببرنامج للعرض المتحفى يتضمن قسم الدراسات الاثنولوجية، قسمًا لعرض خرائط وصور التكوين الجغرافى للمنطقة ويشمل "التطور التاريخى لبلاد النوبة، عصر ما قبل التاريخ، الوجود النوبى المبكر، الدولة الوسطى، المملكة النوبية، الدولة الحديثة ، الأسرة الخامسة والعشرين النوبية، الوجود المروى فى النوبة السفلى، عصر الأهرامات النوبية، العصر المسيحى النوبى، العصر الإسلامى.

وقد صمم المتحف ليكون معهدًا علميًا للمتخصصين، بحيث يقدم خدماته للزائرين من مختلف الجنسيات والشعوب والثقافات المختلفة، ويشتمل على دورات للشرح وقاعات المحاضرات وقاعات العرض المسموعة والمرئية، مع وجود دليل سياحى مزود بالصور باللغات الرئيسية.

بالإضافة إلى مساحات العرض الخارجى المكشوف، والذى يُعد متحفًا مكشوفًا فى الهواء الطلق، فريدًا من نوعه فى العالم بأسره، لاحتوائه على عناصر مختلفة تعكس صورًا من حياة النوبيين، تتمثل فى المقابر الصخرية التى توضح حالة المتوفَى النوبى البدائى، ويجسد الكهف صورة حية لبداية فكر النوبى البدائى فى مرحلة ما قبل التاريخ، بينما يمثل المجرى المائى صورة حية لنهر النيل بشلالاته وانحداره ومزروعاته على الضفتين، من نباتات الزينة والنباتات المثمرة.

بهذه المحتويات وهذا الموقع الفريد فى مدينة أسوان الساحرة فى قلب جنوب مصر، يمثل متحف النوبة واحدًا من أهم المزارات السياحية فى الشتاء للسائحين من جميع أنحاء العالم، والذين يحرصون دائمًا على وضعه كمزارٍ رئيسى فى برامجهم، وقد وصل صيت المتحف إلى أقاصى العالم من خلال هذه الزيارات المتعاقبة لمكون سياحى يحكى جزءًا مهمًا من تاريخ مصر القديم.

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز


اقرأ ايضاً



آخر الأخبار