البث المباشر الراديو 9090
الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون
لم يتوقع أحدًا أن يصبح إيمانويل ماكرون، الشاب البالغ من العمر 39 عامًا، الذى كان يعمل مستشارًا للرئيس السابق فرانسوا أولاند، رئيسًا لفرنسا.

فالرئيس الفرنسى الجديد كان مرشح تيار الوسط، واستطاع جذب ملايين الناخبين تجاهه، حتى اقتنص مقعد الرئاسة بأكبر نسبة تصويت شهدتها باريس منذ فوز الرئيس الفرنسى الأسبق جاك شيراك، فى عام 2001، وذلك بعد معركة شرسة بينه وبين منافسته مرشحة اليمين مارين لوبان.

ولعل أبرز ما اتسم به ماكرون، أفكاره الخاصة بالِإسلام والدول العربية، فالسياسة الخارجية الفرنسية لم تتغير منذ عدة سنوات، فالرؤساء الفرنسيون المتعاقبون بدءً من شارل ديجول وصولًا إلى جاك شيراك ونيكولا ساركوزى وفرانسوا أولاند، كانت سياستهم الخارجية تقريبًا متطابقة فى تعاملهم مع البلدان الإسلامية.

الإسلام والشعب الفرنسى

لكن منذ ثمانينيات القرن الماضى، وعلى مدار حكومات متعاقبة، أخفقت الإدارة الفرنسية فى تنظيم العلاقة بين الإسلام وقيم الشعب الفرنسى، لأهداف مزدوجة.

أما إذا عدنا إلى برنامج ماكرون الانتخابى، فسنجده أوضح أن الإسلام لا يطرح أى إشكال فى فرنسا، وشأنه فى ذلك شأن بقية الديانات.

وفى الوقت الذى تشهد فيه أوروبا عامة، وفرنسا خاصة جدلاً متزايدًا حول الحجاب والنقاب، دعا الرئيس الفرنسى إلى وجوب احترام الحريات الدينية فى بلاده، للحفاظ على وحدة المجتمع، مشيرًا إلى أنه يحترم كل امرأة ترتدى الحجاب.

كما أوضح ماكرون - قبل فوزه بالرئاسة - أن الدين الإسلامى بدأ ينتشر فى فرنسا بكثرة عقب موجات الهجرة التى شهدها العالم فى السنوات الأخيرة، قائلاً: إن "الدين الإسلامى يعتبر جديدًا بالنسبة لفرنسا، والكثير من مواطنينا يخافون من الإسلام وأنا أقول لهم، بأنه يجب احترام حرية العقيدة لكى نبقى موحدين".

تصريحات ماكرون

لم تكن هذه الكلمات مجرد وعود شفهية، بل تحولت إلى أفعال واضحة على أرض الواقع، إذ أعلن الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، أنه سيتم وضع إطار وقواعد جديدة تضمن ممارسة شعائر الإسلام فى أنحاء البلاد وفق قوانين الجمهورية، وذلك باعتباره الديانة الثانية فى البلاد.

جاء ذلك خلال عرض ماكرون على البرلمان بمجلسيه فى قصر فرساى، مشاريعه الإصلاحية للسنة المقبلة.

وقال ماكرون: إنه "سيوضح هذا الأمر اعتبارًا من الخريف المقبل، عبر منح الإسلام إطارًا وقواعد تضمن تنظيم المسلمين شؤونَهم فى كل أنحاء البلاد طبقًا لقوانين الجمهورية".

وأشار إلى أن ذلك سيتم بالتعاون مع الفرنسيين المسلمين ومن يمثلهم، مضيفًا أنه لا يوجد أى سبب على الإطلاق لكى تكون العلاقة بين الجمهورية والإسلام صعبة.

ويرى ماكرون أن هناك خلطًا بين مفهوم العلمانية وبين حظر المظاهر الدينية، وأنه يعمل على توضيح الخلط، مُتعهدًا بضمان الحرية الدينية فى الأماكن العامة، معارضًا حظر ارتداء الرموز الدينية فى الجامعة.

استطلاع رأى

صحيفة "لوجورنال دو ديمانش" نشرت فى إطار هذا الملف، استطلاعًا للرأى يبين وجهة نظر الفرنسيين عن الإسلام.

وأظهرت الدراسة التى أجراها معهد "إيفوب" أن 56% من الفرنسيين يعتبرون أن الإسلام يتطابق مع قيم المجتمع الفرنسى، مع العلم أن غالبيتهم كانت تؤمن بالعكس قبل عامين.

مسلمو فرنسا

يبلغ عدد المسلمين فى فرنسا نحو 5 إلى 6 ملايين، بما يُعادل 8% من إجمالى السكان، وتلك الأرقام لم تُحدث رسميًا منذ العام 2003، حين أعلنها نيكولا ساركوزى، وزير الداخلية آنذاك، حيث يمنع القانون الفرنسى منعًا مطلقًا القيام بأى تعداد للسكان وفقًا لانتماءاتهم العرقية أو الدينية أو مذاهبهم الفلسفية أو اتجاهاتهم السياسية، ولهذا لا تملك أى جهة إحصائيات رسمية بهذا الصدد، إلا أنه يتوقع وصولهم حاليًا إلى 10% من سكان البلاد.

وطبقًا لأحدث الإحصاءات التى أعدتها وزارة الداخلية، فقد صعد الإسلام ليصبح الدين الثانى فى الدولة، مشيرة إلى أن أكثر من 3600 فرنسى يعتنقون الإسلام سنويًا، ويتوقع أن يمثل المسلمون ربع سكان فرنسا بحلول 2025.

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز




آخر الأخبار