البث المباشر الراديو 9090
تركيا
أعلن بيرت البيرك ، وزير المالية التركى وصهر الرئيس التركى رجب طيب أردوغان ، فى 12 مايو الجارى، عزم تركيا على إرسال سفينة حفر لاستغلال موارد الغاز الطبيعى فى منطقة خاضعة لسيادة قبرص، وتؤكد صحيفة "فورين بوليسى" أنه كان من الممكن اعتبار المسالة مجرد مناوشة عابرة لا أثر حقيقى لها وسط النزاعات الإقليمية فى منطقة شرق البحر المتوسط، خاصة وأن تأجيج التوترات مع اليونان وقبرص كان دائمًا شىء معهود فى السياسة التركية.

إلا أنه، وكما يؤكد الصحفى الاستقصائى يانيس بابولياس، فإن الأمر جد خطير هذه المرة، لأن هناك دلائل على أن استعدادات تركية لتصعيد مواجهتها بما يتجاوز مجرد الكلام، لافتًا إلى أن إعلان البيرق جاء قبل يوم واحد من انعقاد مناورات "الذئاب البحرية" التركية، وهى أكبر مناورات بحرية سنوية فى بحر إيجه وشرق البحر المتوسط.

ثم، فى 15 مايو، أكد وزير الخارجية التركى  مولود تشاووش أوغلو، عزم البلاد على شراء نظام الصواريخ S-400 من روسيا. وطوال هذه الفترة، تنتهك الطائرات التركية المجال الجوى اليونانى بشكل شبه يومى.

وأشار تقرير بابولياس فى "فورين بوليسى" إلى أن الرئيس التركى لديه كل الأسباب لإثارة العداوات مع خصمه القديم والحليف القبرصى، إذ يبحث أردوغان عن طريقة ليصرف الأبصار عن مشاكله المتزايدة التى تركته ضعيفًا فى وطنه وعدوانيًا مع جيرانه فى البحر المتوسط.

تركيا جائعة للحرب

وكانت تركيا عارضت بشدة الأنشطة اليونانية والقبرصية فى المنطقة الاقتصادية الخالصة "EEZ" التي تطالب بها الإدارة القبرصية اليونانية، إذ تحاول أنقرة الدفع بأن القبارصة اليونانيين ينتهكون الجرف القارى التركى، وأن استغلال موارد الطاقة فى جميع أنحاء الجزيرة سيكون بمثابة انتهاك لحقوق القبارصة الأتراك، الذين سيطروا على شمال قبرص منذ تقسيم الجزيرة فى عام 1974.

ويوضح بابولياس أن شراء أنقرة المزمع لنظام الصواريخ الروسية "S-400" من روسيا هو مصدر توتر آخر يضاف إلى معطيات الصراع، مشيرًا إلى أن واشنطن هددت أنقرة بحرمانها من برنامج شراء "F-35" وعقوبات إضافية فى حالة استمرار صفقة الصواريخ الروسية.

ويؤكد حلف الناتو والولايات المتحدة أن النظام لا يتوافق مع نظام الناتو، ويشكل تهديدًا أمنيًا عند استخدامه إلى جانب طائرات "F-35".

وأشار تقرير "فورين بوليسى" إلى الانتخابات المحلية التركية التى جرت فى 31 مارس الماضى، والتى شهدت خسارة أردوغان للعديد من المدن الكبيرة، بما فى ذلك المدينة التى يعتبرها مقرًا لسلطته السياسية والاقتصادية "إسطنبول"، لدرجة أنه تدخل لأجل الضغط على هيئة الانتخابات لأجل إعادة التصويت فى المدينة التى يبلغ عدد سكانها 16 مليون نسمة رغم فوز المعارضة.

ويؤكد بابولياس أن كل هذه التطورات تجعل أردوغان أكثر عدوانية ونهمًا للحرب.

وأضاف: "تركيا لم تسمح أبدا لقبرص بالاستفادة من احتياطيات الغاز الطبيعى فى مياهها دون مواجهة من نوع ما"، لكن أنقرة تقوم الآن بهندسة منهجية"، وهو ما يثير المخاوف والشكوك فى الوضع الراهن فى منطقتى بحر إيجة وشرق المتوسط، حسبما يؤكد ألكسيس بابشيلاس، أحد الصحفيين البارزين فى اليونان.

واعتبر تقرير "فورين بوليسى" أن أردوغان حرم تركيا من المؤسسات الغربية مثل الاتحاد الأوروبى وحلف شمال الأطلسى، وبات يتقرب إلى روسيا، وبات من الصعب تحديد الوجهة التركية التى يسير نحوها أردوغان ببلاده.

وركز تقرير "فورين بوليسى" على موقف رئيسة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى، فيديريكا موجرينى، التى أعربت بالفعل عن قلقها بشأن خطط تركيا فى شرق البحر المتوسط، ​​داعية حكومة تركيا إلى ضبط النفس، إلا أنه اعتبر ذلك التصريح رغم وضوحه لم يكون كافيًا لردع أردوغان.

وفى إشارة إلى التصعيد التركى المستمر، أشار التقرير إلى تلك الرسالة التى بعث بها وزير الخارجية التركى مولود تشاووش أوغلو، إلى موجرينى، والتى كان مفادها أن دعم الاتحاد الأوروبى للقبارصة اليونانيين تحت ستار تضامن العضوية يتعارض مع القانون الدولى.

وخلص تقرير "فورين بوليسى" إلى أن أى تردد من جانب حلفاء قبرص واليونان فى حالة نشوب صراع كامل مع تركيا لن يؤدى إلا إلى المزيد من الشك حول فعالية "الناتو".

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز




آخر الأخبار