البث المباشر الراديو 9090
الشهيد إبراهيم الرفاعى
تعجز الأقلام أن تسطر تاريخ هؤلاء العظماء من أبطال القوات المسلحة الذين بذلوا الغالى والنفيس من أجل مصر وشعبها الكريم.. إلا أنه لابد وأن نبرز أهم ملامح حياة أسطورة الصاعقة الخالدة إبراهيم الرفاعى، وما قدمه مع فرسانه من أبطال المجموعة 39 قتال "مجموعة الأشباح" من عمليات أرهبت قلب إسرائيل، وأجبرت العدو على الهزيمة أمام تلك الإرادة والعزيمة الحديدية.

وفى الذكرى الـ 46 لنصر أكتوبر المجيد عام 1973، نحاول خلال هذه السطور إبراز القليل من سيرة فارس الصاعقة إبراهيم الرفاعى كى تكون قدوة يحتذى بها شباب اليوم لتحقيق النصر على أى إحباط قد يواجهونه فى أى مجال من المجالات.

ولد الشهيد البطل إبراهيم السيد محمد إبراهيم الرفاعى فى الـ 27 من يونيو عام 1931، بقرية الخلالة، التابعة لمركز بلقاس، بمحافظة الدقهلية.

التحق بالكلية الحربية عام 1951، وتخرج منها عام 1954، وانضم عقب تخرجه إلى سلاح المشاة، وكان ضمن أول فرقة لقوات الصاعقة فى منطقة أبو عجيلة، لفت الأنظار بشدة خلال مراحل التدريب لشجاعته وجرأته منقطعة النظير.

تم تعيينه مدرسًا بمدرسة الصاعقة وشارك فى بناء أول قوة للصاعقة المصرية وعندما وقع العدوان الثلاثى على مصر 1956 شارك فى الدفاع عن مدينة بورسعيد الباسلة، وبعدها التحق بفرقة "مدرسة المظلات" ثم انتقل لقيادة وحدات الصاعقة للعمل كرئيس عمليات.

الشهيد البطل إبراهيم الرفاعى

 

بعدها سافر إلى روسيا عام 1959، حيث حصل على دورة أركان حرب، وعقب عودته شارك فى حرب اليمن مع شقيقه الرائد سامح الذى استشهد خلالها ثم حصل على ترقية استثنائية عقب مشاركته فى عملية سرية، وواصل تأدية دوره خلال حرب يونيو عام 1967، وقام خلالها بأداء مهمات استطلاعية على المحور الشمالى.

وعقب الهزيمة وما أعقبها من إعادة تنظيم الجيش، تلقى الرفاعى تكليفًا من اللواء محمد صادق، مدير المخابرات الحربية وقتذاك، بتكوين مجموعة قتالية للقيام بمهام خاصة خلف خطوط العدو، وبدأ تشكيل المجموعة "39 قتال" التى كانت تابعة للمخابرات الحربية.

وكانت نيران المجموعة أول نيران مصرية تطلق فى سيناء بعد نكسة 1967، وأصبحت عملياتها مصدرًا للرعب والخوف في قلوب أبناء الاحتلال، حيث بدأت المجموعة عملياتها بنسف قطار للجنود والضباط الإسرائيليين عند منطقة الشيخ زويد.

الشهيد البطل إبراهيم الرفاعى

 

وبعدها صدر قرار من القيادة المصرية بنسف مخازن الذخيرة التى خلفتها القوات المصرية إبان الانسحاب.. وكان نجاح هذه العملية ضربًا من الخيال، إلا أن الرفاعى ورجاله تمكنوا من الوصول إليها وتفجيرها حتى إن النيران ظلت مشتعلة فى تلك المخازن 3 أيام كاملة.

وفى مطلع عام 1968 نشرت إسرائيل مجموعة من صواريخ أرض – أرض لإجهاض أى عملية بناء للقوات المصرية.. وعلى الرغم من أن إسرائيل كانت متشددة فى إخفاء هذه الصواريخ بكل وسائل التمويه والخداع.. إلا أن وحدات الاستطلاع كشفت عديدًا منها على طول خط بارليف.

ولذلك، فقد أمر الفريق أول عبد المنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة آنذاك، الرفاعى ومجموعته، قائلًا: "إسرائيل نشرت صواريخ فى الضفة الشرقية.. عايزين منها صواريخ يا رفاعى بأى ثمن لمعرفة مدى تأثيرها على الأفراد والمعدات فى حالة استخدامها ضد جنودنا".

عبد المنعم رياض وإبراهيم الرفاعى

 

ولم تمض سوى أيام قلائل لم ينم خلالها إبراهيم الرفاعى ورجاله.. فبالقدر الذى أحكموا به التخطيط أحكموا به التنفيذ.. فلم يكن الرفاعى يترك شيئًا للصدفة أو يسمح بمساحة للفشل.

عبر البطل الشهيد برجاله قناة السويس واستطاع أن يعود وليس بصاروخ واحد وإنما بـ 3 صواريخ.. كما نجح الرفاعى فى أسر جندى إسرائيلى عاد به إلى غرب القناة، كان هذا الأسير هو الملازم دانى شمعون، بطل الجيش الإسرائيلى فى المصارعة، وأحدثت هذه العملية دويًا هائلًا فى الأوساط المصرية والإسرائيلية على حد سواء حتى تم على إثرها عزل القائد الإسرائيلى المسؤول عن قواعد الصواريخ.

وصبيحة استشهاد الفريق عبد المنعم رياض فى 9 مارس عام 1969 طلب عبد الناصر القيام برد فعل سريع وقوى ومدوٍ حتى لا تتأثر معنويات الجيش المصرى باستشهاد قائده.. فعبر الرفاعى القناة واحتل برجاله موقع المعدية 6.. الذى أطلقت منه القذائف التى كانت سبباً فى استشهاد الفريق رياض.. وأباد كل من كان فى الموقع من الضباط والجنود البالغ عددهم 44 عنصرًا إسرائيليًا.

الشهيد البطل إبراهيم الرفاعى

 

حتى إن إسرائيل من هول هذه العملية وضخامتها تقدمت باحتجاج إلى مجلس الأمن يفيد أن جنودهم تم قتلهم بوحشية، ولم يكتف الرفاعى بذلك بل رفع العلم المصرى على حطام المعدية 6، بعد تدميرها وكان هذا العلم يرفرف لأول مرة على القطاع المحتل منذ 67.. وبقى مرفوعًا قرابة الـ 3 أشهر.

وبعدما اندلعت حرب أكتوبر المجيدة، واصل الشهيد الأسطورة ورجاله الأعمال البطولية فأباد عديد من الجنود الإسرائيليين، كما نجح فى إعادة الاستيلاء على حقل بلاعيم للبترول، وإعادته إلى مصر، وبعد حوالى 13 يومًا من اندلاع الحرب استشهد فارس القوات المسلحة إبراهيم الرفاعى يوم الجمعة 19 أكتوبر عندما حلَّ وقت الأذان بعدما أصابته إصابة مباشرة من دانة أطلقتها إحدى الدبابات، ليوارى جثمان الرفاعى الثرى ويبقى حيًا بسيرته العطرة تتناقلها الأجيال جيلًا بعد جيل.

الشهيد البطل إبراهيم الرفاعى
الشهيد البطل إبراهيم الرفاعى
تابعوا مبتدا على جوجل نيوز




آخر الأخبار




تابعوا مبتدا على جوجل نيوز