البث المباشر الراديو 9090
قراءة القرآن
كشفت دار الإفتاء عن حكم الشرع فى قراءة القرآن على القبور ووهب ثوابها إلى الأموات، ردا على من يقول إنها بدعة ولا تجوز.

وقالت الإفتاء، على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك" إنه يجوز قراءة القرآن الكريم على الموتى، وعند القبور، وإهداء ثوابها إليهم، لافتة إلى أن هذا لا يخالف الشرع الحنيف فى شىء.

وكان فضيلة المفتى الدكتور شوقى علام قد أجاب مسبقا عن هذا السؤال قائلا: "إن الأمر الشرعى بقراءة القرآن الكريم جاء على جهة الإطلاق، ومن المقرر أن الأمر المطلق يقتضى عموم الأمكنة والأزمنة والأشخاص والأحوال، فلا يجوز تقييد هذا الإطلاق إلا بدليل، وإلا كان ذلك ابتداعًا فى الدين بتضييق ما وسَّعه الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم".

واضاف: "وردت أحاديث عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم وآثـارٌ كثيرةٌ عن السلف الصالح فى خصوص ذلك ذكرها الإمام أبو بكر الخلَّال الحنبلى فى جزء "القراءة على القبور" من كتاب "الجامع"، ومثلُه الإمام على بن أحمد بن يوسف الهكارى فى كتابه "هدية الأحياء للأموات، وما يصل إليهم من النفع والثواب على ممر الأوقات"، ومن هذه الأحاديث الصحيحة الصريحة: "ما رواه عبد الرحمن بن العلاء بن اللَّجْلَاجِ، عن أبيه قال: قال لى أبى -اللَّجْلَاجُ أبو خالد–: يا بُنَى! إذا أنا متُّ فأَلْحِدْنى، فإذا وضَعْتَنى فى لَحدى فقل: بسم الله، وعلى مِلَّة رسول الله، ثم سُنَّ على الثَّرَى -التراب- سنًّا –أى ضَعْه وضعًا سهلًا–، ثم اقرأ عند رأسى بفاتحة البقرة وخاتمتها؛ فإنى سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقولُ ذلك. أخرجه الطبرانى فى "المعجم الكبير"، قال الهيثمى: ورجاله موثوقون".

طالع نص الفتوى كاملا من هنا

وأضاف المفتى: "وعن ابن عمر رضى الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "إذا مات أحدُكم فلا تحبسوه، وأَسْرِعوا به إلى قبره، وليُقْرَأْ عند رأسه بفاتحة الكتاب، وعند رجليه بخاتمة سـورة البقرة فى قبره" أخرجه الطبرانى والبيهقى فى "شعب الإيمان"، وإسناده حسنٌ كما قال الحافظ فى "الفتح"، وفى رواية: "بفاتحة البقرة"، بدلًا من: "فاتحة الكتاب".

وتابع "هناك أحاديث ضعيفة فى هذا المقام ومنها حديث أنس رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "مَنْ دخل المقابر، فقرأ سورة يس، خفَّف الله عنهم، وكان له بِعَدَدِ مَن فيها حسنات" خرَّجه عبد العزيز صاحب الخلَّال، وقال الحافظ شمس الدين بن عبد الواحد المقدسى الحنبلى فى جزئه الذى ألَّفه فى هذه المسألة فيما نقله عنه الحافظ السيوطى فى "شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور".. هذه الأحاديث- وإن كانت ضعيفة، فمجموعها يدل على أن لذلك أصلًا، وأن المسلمين ما زالوا فى كل مصرٍ وعصرٍ يجتمعون ويقرأون لموتاهم مِن غير نكير، فكان إجماعًا".

واستطرد: "جاءت السنة بقراءة سورة يس على الموتى، فى حديث معقل بن يسار رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال: "اقْرَءُوا يس عَلَى مَوْتَاكُمْ" رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه وصححه ابن حبان والحاكم.

وبِناءً على ذلك، فقراءة القرآن على الموتى وهبة أجرها إليهم هى مِن الأمور المشروعة التى وردت بها الأدلة الصحيحة مِن الكتاب الكريم والسنة النبوية الشريفة وأطبق على فعلها السلف الصالح وجرى عليها عمل المسلمين عبر القرون مِن غير نكير، سواء كان ذلك حال الاحتضار، أو بعده، أو عند صلاة الجنازة، أو بعدها، أو حال الدفن، أو بعده، ومَن ادَّعى أنه بدعةٌ فهو إلى البدعة أقرب.

 

 

 

 

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز




آخر الأخبار




تابعوا مبتدا على جوجل نيوز