البث المباشر الراديو 9090
الرئيس الصينى والروسى
يبدو أن سياسات الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، ومواقفه تجاه الدول الكبرى فى العالم قد تؤثر بالسلب على مسار واشنطن السياسى، ومن الممكن أن تدفع إلى تكوين تحالفات بين دول كبرى لمواجهته.

يظهر ذلك جليًا بالنظر إلى المواقف الأمريكية الأخيرة تجاه اثنين من عملاقة الدول العالمية على جميع المستويات وهما الصين وروسيا، مما ترتب عليه توحد وجهات نظرهما تجاه واشنطن، تأكيدًا للتعاون المثمر بين البلدين.

اقرأ أيضًا: العجز التجارى يرتفع لأعلى مستوى منذ 7 سنوات.. ترامب فوق البركان

وزار وزير الخارجية الصينى، وانج يى، العاصمة الروسية موسكو، الخميس، وكشف مدى قوة العلاقة التى تربط هاتين الدولتين.

وقال وزير الخارجية الصينى، خلال لقاءه نظيره الروسى سيرجى لافروف: "إن العلاقات بين موسكو وبكين وصلت إلى أفضل مستوى على مدار التاريخ".

وأضاف أن الصين تمد يد العون دائمًا إلى روسيا بشأن القضايا الدولية البارزة، إذ يقول "بكين مستعدة للانضمام إلى موسكو للتعبير عن المخاوف المشتركة، والموقف المشترك بشأن المشكلات الدولية الهامة".

وكان فى حديث وزير الخارجية الصينى إشارة هامة إلى إدارة ترامب بشأن الجانب العسكرى.

المسؤول الصينى يقول: "لقد جاء الجانب الصينى إلى موسكو، ليظهر للأمريكيين العلاقات الوثيقة بين القوات المسلحة فى الصين وروسيا".

ولاشك أن قرارات ترامب بشأن الإجراءات التجارية مع الصين كانت دافعا قويا للتحرك الصينى نحو تعميق العلاقات مع موسكو.

وظهر ذلك فى انتقاد وانج لقرار الولايات المتحدة بزيادة التعريفات الجمركية على الصادرات الصينية، قائلاً: "يجب على المجتمع العالمى مقاومة هذه الأنواع من الإجراءات الانفرادية وكسر القواعد".

لم يكتف وزير الخارجية الصينى بذلك فقط، بل أشار: "يجب علينا أن ندفع معًا نحو النمو الاقتصادى العالمى، وأن نتصدى لأولئك الذين يعتقدون أنهم يستطيعون فعل أى شئ يحلو لهم".

وانج حذر الولايات المتحدة أيضًا، قائلًا: "إذا كانت الولايات المتحدة تعتقد أن بإمكانها الحصول على مزايا من خلال الحمائية، فإن حساباتها خاطئة".

ترامب لم يخف العجز التجارى الضخم الذى وصلت إليه واشنطن، إذ بلغ حجم العجز 100 مليار دولار، واتهم بلغة التصعيد الصين بأنها وراء ذلك العجز.

وفرض ترامب تعريفات جمركية على واردت الصلب والألمونيوم لديها بنسبة 10% و25%، مما مثل ضربة موجعة للاقتصاد الصينى.

لم يكتف ترامب بتلك العقوبات، بل اتهم الصين أيضًا بسرقة الملكيات الفكرية، وهو ما يكلف واشنطن مئات المليارات من الدولارات، وهو ما اتضح فى فرض تعريفات جمركية على ما قيمته 50 مليار دولار من الواردات الصينية بسبب "السرقة التكنولوجية"، وأكد على وجود مشكلة اقتصادية مع بكين بقوله: "لدى مشكلة اقتصادية مع الصين رغم مساعدتها لنا فى كوريا الشمالية".

فى نفس السياق، أعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة رفعت دعوة ضد الصين، أمام منظمة التجارة العالمية، واتهمتها بانتهاكات فى مجال الترخيص.

لم تتوقف الأمور عند هذا الحد، بل أثار ترامب، إمكانية فرض رسوم إضافية قدرها 100 مليار دولار على الصين.

وقال ترامب، فى بيان: "بدلا من معالجة سلوكها السيّئ، اختارت الصين الإضرار بمزارعينا وصناعيّينا"، مضيفًا أنه "فى ضوء رد الصين غير العادل"، فقد أصدر تعليماته للمسؤولين التجاريين للنظر فى ما إذا كانت الرسوم الإضافية وقيمتها 100 مليار دولار ستكون مناسبة.

وأكد ترامب، أنه ما زال منفتحًا على إجراء محادثات من أجل التوصل إلى تجارة حرة ونزيهة وتبادلية.

ذلك كان ردًا على العقوبات التجارية الصينية التى وجهت إلى واشنطن، إذ ردت الصين على الولايات المتحدة بخطط للتعريفات الجمركية على البضائع الأمريكية، وستغطى التعريفة 106 أنواع من المنتجات بفرض رسوم جمركية إضافية تقدر بـ25%، وستؤثر على 50 مليار دولار من الواردات الصينية من المنتجات الأمريكية.

وذلك بعد أن حثت واشنطن على التخلى عن خطتها لفرض رسوم جمركية على 1300 منتج صينى.

أما بالنسبة لروسيا، فلا شك أن موقف الولايات المتحدة الداعم للدول الغربية فى قضية تسمم الجاسوس الروسى سيرجى سكريبال وابنته جوليا، أثار حفيظة الحكومة الروسية.

اقرأ أيضًا: بعد تسمم الجاسوس.. كواليس الهجوم «الغربى - الأمريكى» على «الدب الروسى»

وأصدرت إدارة ترامب قرارًا متوافقًا مع الدول الغربية إذ قضى بطرد 60 دبلوماسيًا روسيًا، وتضمن إغلاق القنصلية الروسية فى سياتل.

ومن بين هؤلاء الدبلوماسيين 12 يعملون لدى الأمم المتحدة، تتهمهم واشنطن بممارسة أنشطة خارج نطاق مهامهم الرسمية، وذلك يمثل انتهاكًا لصلاحيات الإقامة فى أمريكا.

وإن كانت موسكو ردت على ذلك بإعلانها أن 58 دبلوماسيًا أمريكيًا فى موسكو ودبلوماسيين اثنين فى ياكتيرينبرج أشخاص غير مرغوب فيهم، وحددت لهم مهلة لمغادرة البلاد.

الجانب الروسى هاجم أيضًا رؤية ترامب تجاه بعض الاتفاقيات العالمية، مثل محاولات واشنطن الدؤوبة لإعادة التفاوض حول صفقة نووية مع إيران وقرار الانسحاب من اتفاقية باريس بشأن ظاهرة الاحتباس الحرارى.

فى هذا الشأن علق لافروف: "الولايات المتحدة تسعى لفرض مصالحها الخاصة، بينما تتجاهل تمامًا مصالح الآخرين، وهذا الأمر ليست له علاقة بالدبلوماسية".

ذلك بالإضافة إلى الاستفزازات الأمريكية المستمرة لكلا البلدين البلدين، إذ تقوم بتحركات عسكرية مقلقة سواء فى شرق أوروبا أو فى بحر الصين الجنوبى، أو فى شبه الجزيرة الكورية.

كل هذا وبالأخص موقف الدول الأوروبية وأمريكا فى قضية الجاسوس الروسى، دفع روسيا لدعم التنين الصينى في مواجهته ضد واشنطن، بل يدفع البلدين أيضًا إلى التفكير الجدى فى إقامة حلف عسكرى.

 

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز




آخر الأخبار