البث المباشر الراديو 9090
انفجار مطار كابول
عاد تنظيم داعش الإرهابى فى أفغانستان إلى ساحة الأحداث فى أفغانستان بقوة، معلنًا عن نفسه بتفجيرات مروعة هزت العاصمة كابول، ليكون عبئًا وهمًا جديدًا يواجهه الشعب الأفغانى إلى جانب حركة طالبان الإرهابية التى فرضت سيطرتها عليها قبل أسبوعين.

وتبنت "ولاية داعش خراسان"، التفجيرين الداميين الذين وقعا خارج مطار كابول، مما أسفر عن مقتل 72 شخصا، من بينهم 13 جنديًا أمريكيًا.

تحذيرات بايدن

وكان الرئيس الأمريكى جو بايدن حذر قبل أيام من البقاء فى أفغانستان، قائلاً إن كل يوم إضافى فى أفغانستان هو فرصة لضربة يوجهها داعش، حيث يخطط  "داعش خراسان" لشن هجوم إرهابى على المطار لضرب القوات الأمريكية والقوات الحليفة والمدنيين الأبرياء، وهو ما حدث بالفعل.

وعلى الرغم من تشابه كبير فى أجندتهما المتطرفة وتفسيرهما المتشدد للدين، إلا أن تنظيم "ولاية خراسان" عُرف دائمًا بأنه العدو اللدود لحركة طالبان، ووصل الأمر بينهما إلى معارك عنيفة خاضها الطرفين ضد بعضهما البعض فى الماضى.

انفجار مطار كابول

تنظيم إرهابى يستهدف الأطفال

ووفقًا لتقرير "نيويورك بوست" الأمريكية، تأسس تنظيم "داعش خراسان" فى أفغانستان عام 2015، حيث يحمل التنظيم الاسم القديم والتاريخى لـ"آسيا الوسطى"، ومن بينها أفغانستان، حيث ركز التنظيم عملياته الإرهابية على استهداف الأطفال وحديثى السن فى المدارس والتجمعات التعليمية، خصوصا مدارس البنات.  

وبحسب التقارير، فقد ارتكب تنظيم "داعش خراسان" الإرهابي فظائع يندى لها الجبين فى أفغانستان، كان من أبشعها ذبح 16 شخصا بينهم رضيعان حديثا الولاة فى مستشفى تديره جمعية أطباء بلا حدود في كابل عام 2020، إضافة إلى هجوم مسلح على جامعة كابل فى العام نفسه، مما أدى إلى مقتل 22 طالبًا.

وركزت هجمات التنظيم الإرهابى على أماكن جديرة بالحياة، فاستهدفت هجماته مدرسة للبنات فى العاصمة كابول، استخدم فيها عناصر التنظيم الإرهابى المدرسة بسيارات مفخخة، ما أسفر عن مقتل 40 قتيلا.

انطلاق داعش خراسان

وكان زعيم التنظيم أبو بكر البغدادى اختار الباكستانى سعيد خان، وهو مقاتل سابق فى حركة طالبان باكستان، "أميرًا" لـ"داعش خراسان"، ومن هنا انطلق الفرع الجديد من ذلك التنظيم.

وبايع خان، البغدادى زعيمًا للتنظيم فى عام 2014، وكان بصحبته حينذاك  عددًا من قادة طالبان باكستان.

كما تولى القيادي السابق فى حركة طالبان الأفغانية، عبد الرؤوف كاظم، منصب نائب خان.

انفجار مطار كابول

خليط من مسلحى الفصائل

وبحسب "سكاى نيوز"، يضم تنظيم "ولاية خراسان" خليطا من المسلحين المنتمين فى السابق إلى فصائل مسلحة مثل طالبان باكستان و"جماعات عسكر الإسلام" الإرهابية، و"شبكة حقانى" فى أفغانستان، و"جماعة الدعوة"، والحركة المتشددة فى أوزباكستان.

وبحسب تقارير الأمم المتحدة، بلغ عدد المسلحين المنتمين للتنظيم الإرهابى نحو 3 آلاف أو 4 آلاف عنصر فى عام 2016، بعدما توسع التنظيم الأم "داعش" فى سوريا والعراق، ولاحقت النكسات العسكرية المتتالية ذلك التنظيم فيما يعرف بولاية غوزغان، شمال أفغانستان عام 2018.

كما أشار مركز الدراسات الاستراتيجية إلى أن قدرة داعش فى أفغانستان تراجعت كثيرًا، وهو ما ظهر فى تراجع عدد مسلحى التنظيم الذين أصبحوا ما بين 1.500 و2.000 عنصر فقط فى 2018.

قوة عسكرية رغم الخسائر

اللافت أن تنظيم "داعش خراسان" لازال يحتفظ بقوته العسكرية فى مناطق صغيرة بولايتى كونار وننجرهار شرقى كابول، وذلك على الرغم من الضربات القوية التى تلقاها التنظيم فى العام 2020، وخسارته للكثير من مصادر التمويل.

ويوضح مركز الدراسات الأمريكى أن تنظيم "داعش خراسان" يعمل حاليا بطريقة اللامركزية والخلايا الصغيرة، مثل تلك التى نفذت الهجوم فى مطار كابول، وهو ما يجعل من طريقة التنظيم الحالية خطرًا على أفغانستان والمنطقة ككل.

ولاية خراسان

غارات تستهدف قادة التنظيم

وكان زعيم "ولاية خراسان" الأول، حافظ خان، قتل إلى جانب 30 مسلحا من التنظيم فى غارة أمريكية بطائرة دون طيار عام 2015، وفى أعقابها تم تعيين شخص يدعى "عبد الحسيب" بدلاً منه، إلا أنه قتل هو الآخر فى هجوم للقوات الخاصة الأفغانية فى عام 2017، بولاية ننجهار شرقى أفغانستان.

وقيل أن عبد الحسيب هو العقل المدبر لهجوم إرهابى استهدف المستشفى العسكرى فى العاصمة كابول فى العام نفسه، مما أسفر حينها عن مقتل نحو 50 شخصا.

كذلك، كان مقتل خليفته "أبو سيد" بعد شهرين فقط من إعلان توليه لزمام التنظيم، بعدما كان استهدافه فى موقعه قبل أن يقتل مع مسلحين آخرين فى التنظيم، جراء غارة أمريكية فى ولاية كونار.

الشاب المهاجر يقود خراسان 

وتشير التقارير إلى أن زعيم "داعش خراسان" منذ يونيو 2020 حتى الآن هو شاب يدعى "سناء الله"، ويطلق على نفسه اسم "الشاب المهاجر"، حيث تولى قيادة التنظيم بعد اعتقال الزعيم السابق "أسلم فاروقى" على أيدى القوات الخاصة الأفغانية.

وتقول التقارير إن "الشاب المهاجر" كان قياديا متوسطا فى "شبكة حقانى"، وربما لا يزال على تواصل مع هذه الحركة الإرهابية.

«داعش خراسان»

صراع جماعات الإرهاب (طالبان وخراسان)

ورغم تفسيراتهما المتشددة للشريعة الإسلامية، إلا أن تنظيم "داعش خراسان" ينظر إلى حركة طالبان على أنها جماعة غير متمسكة بـ"تعاليم الإسلام".

 وبحسب البيان الذى تناقلته وسائل إعلام محلية، أمس الخميس، يتهم تنظيم "داعش خراسان" حركة طالبان بأنها "شريكة الجيش الأمريكى"، وتساعده على "إجلاء جواسيسه" من أفغانستان.

ولم يكن الصراع على السلطة فى أفغانستان أمرًا جديدًا بين ولاية خراسان وطالبان، ففى الماضى القريب، تبادلت طالبان و"داعش خراسان" شن الهجمات المميتة ضد بعضهما البعض، لذا تنظر طالبان للتنظيم على أنه تهديد لوجودها فى أفغانستان.

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز




آخر الأخبار