البث المباشر الراديو 9090
الزرقاوى
حصل "مبتدا" على رسالة تاريخية وجهها أحمد فاضل نزال الخلايلة، أبومصعب السورى، زعيم جماعة التوحيد والجهاد فى العراق، التى تحولت إلى تنظيم القاعدة فى بلاد الرافدين، ثم الدولة الإسلامية فى العراق، لتنتهى إلى ما يعرف حاليا بالدولة الإسلامية "داعش"، إلى أبوعبدالله أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة.

أرخت الرسالة بـ 24 ذو الحجة 1424هـ، 15 فبراير 2004 وحملت عنوان "رسالة من أبى مصعب الزرقاوى إلى الشيخ أسامة بن لادن حفظه الله"، تتضمن الاستراتيجية الأولى التى بنا عليها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" تنظيمه وعملياته القتالية وتأصيلها الشرعى، والأهداف المشروعة للعمليات القتالية والاغتيالات.

وتتمثل خطورة الرسالة التى صدرت منذ 12 عاما وينفرد "مبتدا" بنشرها للمرة الأولى كاملة، فى أن ما كتبه وأصله الزرقاوى "الأب الروحى" المباشر والمؤسس لتنظيم "داعش"، نُفذ بالفعل، وما زال ينفذ فى العراق وفى سوريا، رغم استيلاء التنظيم الجهادى على مساحات شاسعة من أراضى الدولتين، ويُنفذ كإستراتيجية جهادية فى الأماكن التى تحاول فيها التنظيمات الجهادية فى دول أخرى وبايعت تنظيم "داعش" مثل جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد فى نيجيريا المعروفة بـ"بوكو حرام" وأنصار بيت المقدس، فى سيناء، وأنصار الشريعة فى ليبيا، وتنظيم القاعدة فى بلاد المغرب العربى، وتنظيمات أخرى.

وتأتى الرسالة بعد عام من احتلال العراق من قبل القوات الأمريكية فى 9 أبريل عام 2003، الأمر الذى كان سببا فى ظهور الجماعات الجهادية التى بدأها أبومصعب الزرقاوى، بسفره إلى العراق من أفغانستان، برفقة عشرات المقاتلين الذين بدأوا عمليات نوعية واستشهادية ضد القوات الأمريكية، لمدة شهور دون إعلان، بعدها أعلن الزرقاوى تأسيس جماعة التوحيد والعراق، التى تحولت عقب الرسالة إلى تنظيم القاعدة فى بلاد الرافدين حتى وفاته فى 7 يونيو 2006، فى غارة أمريكا على محل إقامته، ليتولى الرجل الثانى فى تنظيم القاعدة فى بلاد الرافدين المصرى عبدالمنعم عزالدين على البدوى، المعروف بـ أبوحمزة المهاجر والمكنى بـ أبوأيوب المصرى، ليؤسس مجلس شورى المجاهدين، الذى يبايع حامد داود محمد خليل، الضابط العراقى السابق المعروف بأبى عمر البغدادى، أول زعيم لما أطلقوا عليه اسم الدولة الإسلامية فى العراق، الذى وافته المنية فى 23 أبريل 2010 فى غارة مشتركة من القوات الأمريكية والعراقية مع وزير حربه أبوحمزة المجاهد، ليتولى المسؤولية إبراهيم عواد إبراهيم على البدرى، المعروف بـ أبوبكر البغدادى الزعيم الحالى لتنظيم "داعش".

وتؤكد الرسالة على "أبوة" الزرقاوى المباشرة لتنظيم داعش، متمثلة فى تطلعاته للعمل الجهادى فى الشام، رغم تماسك سوريا وقتها والقبضة الأمنية للرئيس السورى السابق حافظ الأسد، الأمر الذى سينفذه أبوبكر البغدادى الذى استغل الثورة السورية وأرسل جنودا ليشكلوا جبهة النصرة لأهل الشام، بقيادة أبو محمد الجولانى الذى نقض بيعة البغدادى وأعلن بيعته للقاعدة وانفصاله عن الدولة الإسلامية "داعش"، ما ألجأ أبوبكر البغدادى، إلى إرسال مقاتلين آخرين ليملكوا موضع قدم لهم فى سوريا، ليكونوا أكبر فصيل جهادى هناك يسيطر على أكبر مساحة فى الأرض.

وتعتبر الرسالة ميثاقا رسميا لإعلان بيعة الزرقاوى وجماعة التوحيد والجهاد، لتنظيم القاعدة وزعيمه أسامة بن لادن، لتتحول إلى تنظيم القاعدة فى بلاد الرافدين عقب رد أسامة بن لادن بالإيجاب على البيعة، وعلى ما ورد فى الرسالة التى اشترط الزرقاوى لها موافقة بن لادن على ما ورد فى الرسالة من رؤية جهادية وأهداف استراتيجية، فى آخر رسالته، الأمر الذى وافق عليه بن لادن، وجاء فى إعلان تنظيم القاعدة فى بلاد الرافدين.

توضح الرسالة مدى الفهم العميق الذى تمتع به الزرقاوى لمكونات العراق، ما استهل به رسالته فى الحديث عن تركيبة أهل العراق، وميولهم العقائدية والسياسية، وتوضح مدى كراهيته للشيعة، ما يظهر واضحا فى الحديث عنهم فى أكثر أجزاء الرسالة وعن خياناتهم لأهل السنة على مدار التاريخ، وحكمهم مستشهدا بذلك بأقوال لشيخ الإسلام تقى الدين أحمد بن تيمية فى الشيعة.

كما تشتمل الرسالة على استراتيجية استقدام مجاهدين أجانب للعراق من دول أخرى عربية وإسلامية، التى نجحت فى استقدام الجهاديين إلى تنظيم "داعش" من جميع أنحاء العالم وما زالت تلك الاستراتيجية تعمل بصورة ناجحة.

وتتضمن الرسالة تحديدا للفئات المستهدفة فى العمليات الجهادية لجماعة الزرقاوى "التوحيد والجهاد" التى ستتحول عقب الرسالة إلى تنظيم القاعدة فى بلاد الرافدين وهم الأمريكان والأكراد والجنود والشُرط – الشرطة - والعملاء والرافضة.

نص الرسالة:

رِسَالةٌ مِنْ أبِى مُصْعَبٍ الزَّرْقَاوِى

إِلى الشَّيخِ أُسَامة بن لادِنَ "حَفِظَهُ الله"

24 ذو الحجة 1424 هـ

15 فبراير/ شباط 2004 م

بسم الله الرحمن الرحيم،

إلى الشم العرانين والصناديد فى زمن العبيد، إلى الرجـال فى قلل الجبال إلى صقور العز وليوث الشرى إلى الأخـوين الكريمين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

فإن تكن الأجساد منا تباعدت فإن المدى بين القلوب قريب، وعزاؤنا قول الإمام مالك أرجو أن يكون كلانا على خير وأسأل الله العلى الكريم أن تصلكم رسالتى هذه وأنتم ترفلون فى ثياب العافية وتتنسمون ريـاح النصـر والظـفر، آمـين،

فإلـيكم حديث يناسب المقام ويكشف اللثام ويزيح السـتار عن المخبوء من الخير والسـوء فى ساحة العـراق.

كما تعلمون أن الله منّ على الأمة بالجهاد فى سبيل الله فى أرض الرافدين، ومن المعلوم لديكم أن الساحة هنا ليست كسائر الساحات، ففيها من الإيجابيات ما ليس موجودا فى أى ساحة أخرى، وفيها من السلبيات أيضا ما ليس موجودا فى غيرها، ومن أعظم إيجابيات هذه الساحة أنه جهاد فى عمق أرض العرب، وبينه وبين أرض الحرمين والأقصى رمية حجر، وأننا نعلم من دين الله أن المعركة الحقيقية والفاصلة بين الكفر والإسلام هى فى هذه الأرض، أى فى الشام وما حولها، وعليه فلا بد من بذل الغالى والنفيس والسعى الحثيث من أجل أن نثبت موطأ قدم فى هذه الأرض، لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا.

فالواقع يا مشايخنا الإجراء يحتم علينا أن ننظر إلى هذا الأمر بنظرة عميقة نستهلها من شرعنا الحنيف وواقعنا الذى نعايش، وإليكم الواقع كما أراه بنظرى القاصر، وأسأل الله أن يعفو عن خطلى وزللى، فأقول والله المستعان:

إن الأمريكان كما لا يخفى عليكم قد دخلوا العراق من مبدأ عقدى، ولأجل إقامة دولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات، وأن هذه الإدارة الأمريكية المتصهينة تعتقد أن التعجيل بقيام دولة إسرائيل هو التعجيل بخروج المسيح، فجاءت العراق بقضها وقضيضها وفخرها وخيلائها تحاد الله ورسوله، وكانت تظن أن الأمر سيكون سهلا نوعا ما، وإن كانت ثمة صعوبات فستكون يسيرة، لكنها اصطدمت بواقع مغاير كل التغاير، فبدأت عمليات الأخوة المجاهدين من اللحظة الأولى، مما جعل الأمور مختلطة نوعا ما، ثم تعالت وتيرة العمليات، وكان ذلك فى المثلث السنى - إن صحت التسمية -، مما جعل الأمريكان يضطرون إلى عقد صفقة مع الرافضة، شر الورى، وقد تمت الصفقة على أن يحوز الرافضة ثلثى الغنيمة فى سبيل الوقوف فى صف الصليبيين فى وجهة المجاهدين.

أولاً. التركيبة:

العراق فى الجملة فسيـفساء سياسية، وخلطة عرقية، وتباينات مذهـبية طائفية متناثرة، لا تنـقاد إلا لسلطة مركزية قويـة وسلطان قاهر، بدءا من زياد بن أبيه، وانتهاء بصدام، والمستقبل على خيارات صـعبة، فهى أرض متاعب جـمة المصاعب لكل جـاد ولاعـب، وأما التفصيل:

  1. الأكراد: وهؤلاء بشقـيهم البرزانى والطالبانى، قد أعـطوا صـفقة أيديهم وثمـرة قلوبهم للأمريكان، وفتحوا أرضهم لليهود، وصـاروا قاعدة خلفية لهم وحصان طروادة لخططهم، يتسللون عبر أراضيهم ويستترون بلافتاتهم ويتخذونهم جسرا يعبرون عليه لسيطرة مالية وهيمنة اقتصادية، بالإضـافة إلى القاعدة الجاسوسية التى أقاموا لها صرحا كبيرا فى تلك الأرض، فى طولها والعرض، وهؤلاء بالجملة – الأكراد - قد خبا صوت الإسلام عـندهم، وخفت بريق الدين فى ديارهم، أسكرتهم الدعوة العراقية، وأهل الخير فيهـم مستضعفون يخافون أن تتخطفهم الطير.
  2. الرافـضة: العقبة الكؤود، والأفعى المتربصة، وعقرب المكر والخبث، والعدو المترصد، والسم الناقع.

ونحن هنا نخوض معركة على مستويين،

المعركة الأولى: مستوى ظاهر مكشوف مع عدو صائل، وكُفرٍ بيِّنٌ.

المعركة الثانية: معركة صعبة ضروس مع عدو ماكر، يتـزيا بزى الصديق، ويظهر الموافقة ويدعو إلى التآلف، لكنه يضمر الشر، ويفتل فى الذروة والغارب، وقد صار إليه ميراث الفرق الباطنية التى مرت فى تاريخ الإسلام، وتركت فى وجهه ندوبا لا تمحوها الأيام.

إن الناظر المتئد والمبصر المتفحص ليدرك أن التشيـع هو الخطر الداهم، والتحدى الحقيقى، {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} [المنافقون:4]، إن رسالة التاريخ تصدقها شهـادة الواقع لتشى بأوضح بيان، أن التشيع دين لا يلتقى مع الإسلام، إلا كما يلتقى اليهـود مع النصـارى تحت لافتة أهل الكتاب،

فمن الشـرك الصراح، وعبادة القبـور، والطواف بالأضرحة، إلى تكفـير الصحابة، وسب أمهات المؤمنـين، وخيار هـذه الأئمة، وصولاً إلى تحريف القرآن، كمُنتج منطقى للطعنِ فى حَمَلَتِه،

إضافة إلى القول بعصمة الأئمة، وركنية الإيمان بهم والإقرار لهم تنزل الوحى عليهم، إلى غير ذلك من صـور الكفر ومظاهر الزندقة التى تطفـح بها كتبهم المعتمدة، ومراجعهم الأصـلية، والتى لا يزالون يقومون بطبـعها وتوزيعها ونشرها.

وإن الحالمين الذين يظـنون أن الشيعى يمكن أن ينسى الإرث التاريخى والحقد الأسود القديم على النواصب كما يسمونهم، واهمون.

وهم أشبه بمن يطالب النصرانى أن يتخـلى عن فكرة صلب المسـيح، وهل يفعل هذا عاقل، وإن هؤلاء القوم قد جـمعوا إلى كفرهم، وأضافوا إلى زندقتهم، مكرا سياسيا وسعيا محموما للتغول على أزمة الحكم وموازين القوة، فى الدولة التى يحاولون - بالتعاون مع الأمريكان حلفائهم فى الباطن- رسم معالمها، وتثبـيت تضاريسها الجديدة، عبر لافتاتهم السياسية وتنظيماتهم.

وهؤلاء طائفة غدر وخيانة على مر التاريخ والعصور، وهو مذهب وجهه لحرب أهل السنة والجماعة، فإن الرافضة عندما سقط النظام البعثى الخبيث كان شعارهم "الثأر الثأر... من تكريت والأنبار..." فهذا يدل على مدى حقدهم الدفين على أهل السنة، لكن استطاع علماؤهم الدينيون والسياسيون أن يضبطوا أمور طائفتهم، حتى لا تكون المعركة بينهم وبين أهل السنة حربا طائفية ظاهرة، لأنهم يعلمون أنهم لن ينجحوا بهذه الطريقة، ويعلمون أنها لوقامت حرب طائفية لقام كثير من الأمة لينصروا أهل السنة فى العراق، وبما أن دينهم دين التقية، عمدوا خبثا ومكرا إلى طريقة أخرى.. فبدأوا بالسيطرة على مرافق الدولة، ومفاصلها الأمنية والعسكرية والاقتصادية، وكما تعلمون - حفظكم الله- أن مقومات أى بلد هى الأمن والاقتصاد، وهم متغلغلون فى داخل هذه المرافق والمفاصل.

وأضرب مثالاً يُقرِب الأمر، فإن فيلق بدر وهو الجناح العسكرى للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية، قد خلع ثوبه الرافضى، ولبس مكانها ثوب الشرطة والجيش، فدخل بكوادره بهذه المؤسسات، وتحت مسمى الحفاظ على الوطن والمواطن، يبدأون بتصفية حساباتهم مع أهل السنة، فإن الجيش الأمريكى قد بدأ يتوارى عن بعض المدن، ويقلل تواجدهم، وبدأ يحل مكانه جيش عراقى، وهذه هى المشكلة الحقيقية التى نواجهها، فإن قتالنا مع الأمريكان أمر يسير، فالعدو ظاهر ومكشوف الظهر، جاهل بالأرض وجاهل بواقع المجاهدين، لضعف المعلومة الاستخبارية لديه، ونعلم يقينا أن هذه القوات الصليبية ستوارى غدا أو بعد غد، فالناظر إلى الواقع يرى مسارعة العدو إلى تشكيل الجيش والشرطة التى بدأت بمباشرة مهامها الموكلة إليها.

فهذا العدو المتمثل بالرافضة، المُطعَّم بعملاء - من المحسوبين على أهل السنة- هو الخطر الحقيقى الذى نواجهه، فهم أبناء جلدتنا، ويعرفون مداخلنا ومخارجها، وهم أشد مكرا من أسيادهم الصليبيين، وقد بدأوا - كما أسلفت - محاولة السيطرة على الوضع الأمنى بالعراق، وقد قاموا بتصفية كثير من أهل السنة، ومن خصومهم من الحزب البعثى وغيره - من المحسوبين على أهل السنة - بشكل مُنظم ومدروس، وبدأوا بقتل كثير من الأخوة المجاهدين، مرورا بتصفية العلماء والمفكرين والأطباء والمهندسين وغيرهم.

فإنى أظن والله أعلم، بأنه لن يحول الحول إلا وأغلب الجيوش الأمريكية فى الخطوط الخلفية، يقاتل عنه بالوكالة الجيش الرافضى السرى وفيالقهم العسكرية، وهم يتسللون كالأفاعى ليتسلطوا على جهـازى الجيش والشرطة القوة الضاربة والقبضة الحديدية فى عالمنا الثالث، مع السيطرة على الاقتصاد تماما كأوليائهم اليهود، وآمالهم تعظم مع الأيام فى أن يقيموا دولة الرفض لتـمتد من إيران مرورا بالعراق وسوريا ولبنان وانتهاء بمملكة الخلـيج الكرتونية.

لقد دخل فيلق بدر وهو يحمل شعار "الثأر الثأر.. من تكريت والأنبار.."، لكنه خلع زيه ليلبس بعد ذلك شعار الجيش والشرطة، ليبطش بأهل السنة ويقتل أهل الإسلام، باسم القانون والنظام، كل ذلك فى ظل خطاب ناعم الملـمس، وبيل الباطن، يمتطى صهوة التقية دينهم الغنوصى، يتبرقع بالكذب، ويتسـتر بالنفاق، مسـتغلا سذاجة كثير من أهل السـنة وطيبة قلوبهم، ولا ندرى إلى متى تظـل أمتنا لا تتعلم من التجربة التاريخية، ولا تبنى على شهادة الأعصُرِ الخالية.

لقد كانت الدولة الصفوية الشيعية عقبة كأداء فى طريق الإسلام، بل كانت خنجراً قد طعن الإسلام وأهله فى الظهر، ولقد صدق أحد المستشرقين حين قال: "لولا الدولة الصفوية لكنا اليوم فى أوروبا نقرأ القرآن كما يقرأه البربرى الجزائرى".

نعم؛ فلقد وقفت جحافل الدولة العثمانية على أبواب فِـيَّنـْا، وكادت تتهاوى أمامها تلك الحصون، لينداح الإسلام فى ظل سيف العز والجهـاد فى أرجاء أوروبا، لكن هذه الجيوش اضطرت للرجوع والانكفاء إلى الوراء، لأن جيش الدولة الصفوية احتل بغداد، فهدم مساجدها، وقتل أهلها، وسبا نساءها وأموالها، فرجعت الجيوش لتزود عن حرم الإسلام وأهله، ودارت معركة حامية الوطيس، دامت نحو قرنين من الزمان، ولم تنته إلا وقد خارت قوة الدولة الإسلامية، وانحسر مداها، و استنامت الأمة لتستيـقظ على طبول الغربى الغازى.

لقد حدثنا القرآن، أن دسائس المنافقـين، وكيد الطابور الخامس، ومكر بنى جلدتنا ممن يتكلمون بألسنتنا بكلام معسول وقلوبهم قلوب الشياطين فى جثامين الأناسى، أن هؤلاء مكمن الداء وسر البلاء، وفأرة السد {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} [المنافقون:4]

ولقدْ صدقَ شيخُ الإسلام ابنُ تيمية، حينَ قَالَ يَصفُ حالـهُم، بعدَ أن ذَكَرَ تكفيرَهُم لأِهلَ الإسلام، فقالَ رَحِمَه الله:

"ولهذَا السَّببِ يُعاونُونَ الكُفَّارَ على الـجَمهُور منَ المسلمين، ويُعاونُونَ التتار، وهُم كَانوا من أعظمِ الأسبابِ في خروجِ جنكيز خان، مَلكِ الكفار إلى بلاد الإسلام، وفى قدومِ هولاكو إلى بلادِ العراق، وَفِى أخذِ حَلَب، ونهبِ الصَّالحية، وغير ذلكَ بـخُبثِهم وَمكرهِم".

وَلـهَذا السَّببِ نَهبُوا عَسكَرَ المسلمينَ لما مرَّ عليهم وَقتَ انصرافهم إلى مصرَ فى النَوّبةِ الأولى، وَبهذا السَّببِ يَقطعون الطُرُقاتِ على المسلمين، وبهذا السَّببِ ظَهَرَ فيهم مُعاونَةَ التتار والإفرنجِ على المسلمين، والكآبةُ الشديدةُ بانتصار الإِسلامِ مَا ظهر.

وكذلكَ لمـّا فَتحَ المسلمونَ السُاحِلَ عكَّة وغيرَها، ظَهَرَ فِيهم من الانتصار للنصارى، وَتقدِيـمِهِم على الـمُسلمين مَا قَد سَمِعَ النَّاسُ مِنهم، وكلُّ هذا الذِى وصفتُ بعض أمورهِم، وإلاَّ فَالأَمرُ أعظَمُ مِن ذَلك.

وَفِى قُلُوبهم مِن الغِلِّ والغيظِ على كِبارِ المسلمينَ وصِغَارهم، وصَالحيهم وغيرِ صالحيهم، مَا لَيسَ فِى قلبِ أحد، وأعظمُ عبادتهم لَعنُ المسلمينَ مِن أولياءِ الله.. وهؤلاءِ أشدُّ النَّاسِ حِرصا عَلَى تَفريقِ جَمَاعةِ الـمُسلمينَ، وَمِنْ أعظَمِ أصُولِهم عِندهم، التكفيرُ واللَّعنُ والسبُّ لخيار ولاةِ الأمور، كالـخُلَفاءِ الرَّاشدين، وَالعُلَمَاءِ المسلمين، إذْ كُلُّ مَنْ لَمْ يُؤمِن بالإِمامِ الـمَعصوم، الذِى لاَ وجُودَ لَه، فَمَا آمنَ باللهِ ورسولِه عليه الصَلاةُ والسَّلام.

والرافضة تحب التتار ودولتهم، لأنه يحصل لهم بها من العـز ما لا يحصل بدولة المسلمين، وهم كانوا من أعظـم الناس معاونة لهم على أخذ بلاد الإسلام، وقتل المسلمين، و سبى حريمهم.

وقصـة ابن العلقمى وأمثاله مع الخليفة وقضيتهم فى حلب مشهورة، يعرفها عموم الناس، "وإذا غلب المسلمـون النصارى والمشركين كان ذلك غصة عند الروافض وإذا غلب المشركون والنصارى المسلمين كان ذلك عيدا ومسرة عند الرافضة" الفتاوى الجزء 28 صفحة 478 إلى 527.

وسبحان الله، وكأنما كشفت له سجف الغيب، فاستشـرف الحاضر، فتحدث واصفا عن معاينة وخبر.

ولقد خط لنا أئمتنا سبيلا واضحا، وكشفوا الستر عن هؤلاء القوم، فهذا الإمام البخارى يقول: "ما باليت صليت خلف رافضى أوصليت خلف اليـهود والنصارى، لا يسلم عليهم ولا يعادون ولا يناكحون ولا يشهـدون ولا تأكل ذبائحهم".

خلق أفعال العباد صفحة 125.

وهذا الإمام أحمد يقول، وقد سُئِلَ عمن يشتم أبا بكر وعمر وعائشة رضى الله عنهم، فقال: "ما أراه على الإسلام".

وهذا الإمام مالك يقول: "الذى يشتم أصحاب النـبى صلى الله عليه وسلم ليس له سهم أو نصيب فى الإسلام" كتاب السنة للخلال رقم 779.

وهذا الفريابى يقول: "ما أرى الرافضة إلا زنادقة" اللالكائى الجزء 8 صفحة 1545.

ولما أقام ابن حزم الحجة والبراهين على اليهود والنصارى فى تحريف التوراة والإنجيل، لم يجدوا معتصما إلا أن يقولوا إن الشيعة عندكم يقولون بتحريف القرآن، فقال رحمه الله: "فأما قولهم فى دعوى الروافض بتبديل، فإن الرافضة ليسوا من المسلمين، وهى طائفة تجرى مجرى اليهود والنصارى فى الكذب والكفر" الفصل الجزء 2 صفحة 78.

قال ابن تيمية "وبهذا يتبين أنهم شر من عامة أهل الأهواء، أحق بالقتال من الخوارج، وهذا هو السبب فيما شاع العُرف العام إن أهل البدع هم الرافضة، فالعامة شاع عندهم أن ضد السنى هو الرافضى، لأنهم أظهر معاندة لسنة رسول الله عليه وسلم وشرائع الإسلام من سائر أهل الأهواء" الجزء 28 صفحة 482.

وقال "وإذا كانت السنة والإجماع متفقتين على أن الصائل المسلم إذا لم يندفع صوله إلا بالقتل، قُتِلَ، وإن كان المال الذى يأخذه قيراطا من دينار، فكيـف بقتال هؤلاء الخارجين على شرائع الإسلام، المحاربين لله ورسوله، صلى الله عليه وسلم" الجزء 4 صفحة 251.

ومع هذا كله فليعلم أهل الإسلام إنا لسنا أول من بدأ السير فى هذا المهيع، ولسنا أول من شهر السيف، فإن هؤلاء القوم ماضون فى قتل دعاة الإسلام والمجاهدين عن الملة، والطعن فى ظهورهم، فى ظل صمت وتواطؤ من العالم كله، بل حتى من الرموز المحسوبة على السنة وللأسف.

ثم أنهم من بعد شوكة فى حلوق المجاهدين، وخنجر فى خاصرتهم، والناس قاطبة تعلم أن أكثر المجاهدين الذين سقطوا أثناء الحرب كانوا على أيادى هؤلاء القوم، ومازالت الجروح تتسع، وهم يُعمِلُونَ فيها خناجر الحقد والكيد دائبين، لا يفترون آناء الليل وأطراف النهار.

  1. أما أهل السنة:

فأضيع من الأيتام على موائد اللئام، وقد فقدوا الرائد، وتاهوا فى بيداء السذاجة والغفلة، مع الفرقة والتشـرذم، وضياع الرأس الجامع الذى يلم الشـتات، ويمنع البيضة أن تتشظى، وهم أيضا أصناف:

أ. العامة:

وهؤلاء هم الكثرة الصامتة والحاضر الغائب، وهؤلاء وإن كانوا فى الجملة كارهين للأمريكان، يتمنون زوالهم وانقشاع سواد غيمتهم، لكنهم مع ذلك يتطلعون إلى غد مشرق، ومستقبل زاهر، وعيش رغيد، ورفاهة ونعمة، ويستشرفون ذلك اليوم، وهم مِن بُعد، فريسة سهلة لإعلام ماكر وخلب سياسى علا فحيحه.

ب. المشايخ والعلماء:

ج. الإخوان:

وهم كما عهدتموهم، يمتهنون التجارة بدم الشهداء، ويبنون مجدهم الزائف على جماجم المخلصين، قد أذالوا الخيل ووضعوا السلاح، وقالوا لا جهاد... وكذبوا!!

كل سعيهم لبسط السيطرة السياسية، والاستحواذ على مناصب التمثيـل لأهل السنة فى كعكة الحكومة المزمع إنشاؤها، مع حرص فى الباطن على السيطرة على المجاميع المجاهدة عبر الدعم المالى لغايتين:

الغاية الأولى: لعمل دعائى إعلامى فى الخارج يستدرون به المال والعطف

الغاية الثانية: لضبط الوضع، وفكفكة هذه المجاميع عند انتهاء الحفل وتوزيع الهدايا والعطايا، وهم الآن جادون فى إنشاء هيئة شورى أهل السنة والجماعة، ليكونوا الناطقين باسم أهل السنة والجماعة، ودأبهم إمساك العصا من الوسط، والتقلب بتقلب الأجواء السياسية، فدينهم زئبقى، ليس لهم أصول ثابتة، ولا ينطلقون من قواعد شرعية مستقرة والله المستعان.

د. المجاهدون:

وهؤلاء هم خلاصة أهل السنة، وعصارة الخير فى هذا البلد، وهم ينتسبون فى الجملة إلى عقيدة أهل السنة والجماعة، وإلى مذهب السلف، وبطبيـعة الحال فقط تشظت السلفية عند منعرج اللوى، وتخلف عن الركب أهل الإرجـاء.

وهؤلاء المجاهدون فى الجملة يمتازون بالآتى:

الميزة الأولى: أكثرهم قليلو الخبرة والتجربة، خصوصا فى العمل الجماعى المنظم، ولا شك أن ذلك بسبب نتاج نظام قمعى، عسكَرَ البلد، ونشر الرعب، وبث الخوف والوجل، ونزع الثقة بين الناس، ولذلك فأكثر المجاميع تعمل منفردة، من غير أفق سياسى أو بعد نظر وإعداد لوراثة الأرض، نعم بدأت الفكرة تنضـج، وعلا الهمس الخفيف ليصبح حديثا صاخبا عن وجوب التجمع وتوحيـد الراية، لكن الأمور مازالت فى بواكيرها ونحن بحمد الله نحاول إنضاجها سريعا.

الميزة الثانية: الجهاد هنا وللأسف فهو ألغام تُزرع، وصواريخ تُطلق، وهاون يضـرب من بعيد، ولا زال الأخوة العراقيون يؤثرون السلامة، وأن ينقلبوا إلى أحضان أزواجهم لا يروعهم شىء، وربما تباهت المجاميع فيما بينها أنه لم يقتـل منها أحد أو يؤسر، ولقد قلنا لهم فى مجالسنا الكثيرة معهم، إن السلامة والنصر لا يجتمعان، وشجرة الظفر والتمكين لا تبسـق شاهقة إلا بالدماء والاستبسال، والأمة لا تحيى إلا بأريج الشهادة، وعطر الدماء الفواح المهراق فى سبيل الله، ولا يفيق الناس من سكرتهم إلا إذا صار حديث الشهـادة والشهداء هو سميرهم وهجيراهم، ولازال الأمر يحتاج إلى مزيد من الصبر والإقناع، والأمل بالله كبير.

هـ. المجاهدون المهاجرون:

وهؤلاء مازالت أعدادهم نذرة، بالقياس إلى ضخامة المعركة المتوقعة، ونحن نعلم ان أرتال الخير كثيرة، وإن زحف الجهاد ماض، وأنه لا يقعد بكثير منهم عن النفـير إلا تشوش الراية وتغمغم الحقيقة.

إنما يمنعنا من الاستنفار العام، أن البلد ليـس فيها جبال نأوى إليها، أو غابات نكمن فى أجمها، فظهورنا مكشوفة وحركتـنا مفضوحة، والعيون فى كل مكان، والعدو من أمامنا، والبحر من ورائنا، ولذلك يكون الأخـوة أحيانا كثيرة كلاً علينا فى إيوائهم وحفظ أمنهم، وهذا يجعل تدريب الجـدد الأغمار بمنزلة حمل الأغلال والآصار، وإن كنا بحمد الله ومع الجهد الدائـب والبحث الحثيث ظفرنا ببعض الأماكن التى تتكاثر مع الأيام بحمد الله، لتكـون نقاط ارتكاز لإخوة يسعرون الحرب ويحملوا أهل البلد إلى ميادين الجهاد، لتـدور رحى حرب حقيقية بإذن الله.

ثانياً. الواقع والمستقبل:

لا شك أن خسائر الأمريكان كبيرة جدا بسبب انتشارهم فى رقعة واسعة، وبيـن ظهرانى الناس، وبسبب سهولة الحصول على السلاح، مما يجعلهـم أهدافا سهلة، يسيل لها لعاب المؤمنين، لكن أمريكا ما جاءت لتخرج، وما كان لها أن تخرج مهما كثرت فيها الجراح وسال منها من دماء، وهى ترنو إلى المستقبـل القريب، الذى تأمل فيه أن تتوارى فى قواعدها، آمنة مطمئنة، لتسلم العِراق لأيدى حكومة لقيطة، بجيش وشرطة يعيدون للناس سيرة صدام وزبانيته.

ثالثا. فأين نحن:

مع قلة الناصر، وخذلان الصديق، وضيق الحال؛، فقد أكرمنا الله تعالى بحسـن النكاية فى العدو، وكل العمليات الاستشهادية التى تمت، سوى عمليات الشمـال، كنا بحمد الله مفتاحا لها، رصدا وإعدادا وتخطيطا، وقد كَمَلت بحمد الله حتى الآن خمسا وعشرين، فمنها فى الرافضة ورموزهم، والأمريكان وعساكرهم، والشرط والجنـود، وقوات التحالف، والقادم أكثر إن شاء الله، إنما كان يمنعنا من الإعلان إنا كنا نتريث حتى يكون لنا ثِقل على السـاحة، ونفرغ من إعداد أجهزة متكاملة، قادرة على تحمل التبعات بعد الإعلان، حتى نظهر بقوة ثم لا ننتكس والعياذ بالله، ونحن بحمد الله قد قطعنا شوطا جيدا، وطوينا مراحل مهمة، ومع قرب زمان الحسم فإننا نشعر إن الجسم بدأ يمتد فى الفراغ الأمنى، ليحرز نقاطا على الأرض، تكون نواة انطلاقة وانبعاثة جادة بإذن الله.

رابعا.. خطة العمل:

بعد البحث والفحص يمكننا حصر عدونا فى أربعة طوائف:

1- الأمريكان: وهؤلاء كما تعلمون أجبن خلق الله، وهم صيد سهل بحمد الله، ونسـأل الله أن يمكننا منهم قتلاً وأسرا، لنشرد بهم من خلفهم، ولنقايضهم بمشايخنا وإخواننا المعتقلين.

2 - الأكراد: بشقيهم البرزانى والطالبانى، هؤلاء غصة وشوكة لم يحن أوان خضدها وهم آخر القائمة وإن كنا نجهد أن ننال بعض رموزهم إن شاء الله.

3 - الجنود والشرط والعملاء: وهؤلاء عين المحتل التى بها يبصر وأذنه التى بها يسمع ويده التى بها يبطش ونحن بإذن الله عازمون على استهدافهم وبقوة فى الفترة المقبلة قبل أن يستمكن له الأمر ويحكموا القبض.

4 - الرافضة: وهؤلاء فى رأينا مفتاح التغيير، أقصد أن استهدافهم وضربهم فى العمق الدينى والسياسى والعسكرى سيستفزهم لِيُظهرُوا كَلَبَهُم على أهل السنة، ويُكشِروا عن أنياب الحقد الباطنى الذى يعتمل فى صدورهم، وإذا نجحنا أمكن إيقاظ السنة الغافلين، حين يشعرون بالخطر الداهم والموت الماحق على أيادى هؤلاء السبئية، وأهل السنة على ضعفهم وتشرذمهـم هم أحد نِصالاً، وأمضى عزائم، وأصدق عند اللقاء، مِن هؤلاء الباطنية، فإنهم أهـل غدر وجبن ولا يستطيلون إلا على الضعفاء، ولا يصولون إلا على مهيضى الجناح.

وأهل السنة فى معظمهم يدركون خطر هؤلاء القوم، ويحذرون جانبهم، ويتخوفون عواقب التمكين لهم، ولولا المُخذلون من مشايخ التصوف والإخوان لكان للناس حديث آخر.

هذا الأمر، مع ما يُرجى له من إيقاظ الهاجع وتنبـيه الراقـد، فإن فيه تقليما أيضا لأظفار هؤلاء القوم، وقلعاَ لأنيابهم، قبل أن تدور المعركة المحتومة مع ما يرجى له من إثارة حنق الناس على الأمريكان، الذين جلبوا الدمار وكانوا سبب هذا الوبال، حذرا من أن يمص الناس رحيق العسـل ويظفروا ببعض الملاذ التى حرموا منها قديما، فيستنيخوا إلى الدعَة، ويخلدوا إلى الأرض، ويؤثروا السلامة، ويصدوا عن صليل السيوف وحـمحمة الخيول.

خامسا- آلية العمل:

إن - واقعنا كما أسلفت لكم - يحتم علينا أن نعالج الأمر بكل شجاعة ووضوح، وأن نسعى فى علاجه، لأننا نعتبر أن لن تكون هناك نتيجة يكون فيها الدين ظاهرا، فالحل والله تعالى أعلم الذى نراه، أن نقوم بكشف الرافضة، و استنهاض همم أهل السنة لِقتالهم وصدِهم، لعدة أسباب، وهى:

أ- أنها "أى الرافضة" قد أعلنت الحرب المبطنة على أهل الإسلام، وأنها العدو القريب الخطير لأهل السنة، وإن كان الامريكان هم أيضا عدوا رئيسيا، لكن الرافضة خطرهم أعظم، وضررهم أشد، وأفتك على الأمة من الأمريكان، الذين تجد شبه إجماع على قتالهم، كونهم عدوا صائلا.

ب- إنهم والوا الأمريكان وناصروهم، ووقفوا فى صفهم، فى وجه المجاهدين، وبذلوا لهم وما زالوا يبذلون كل غال ونفيس، فى سبيل القضاء على الجهاد والمجاهدين.

ج- إن قتالنا للرافضة هو السبيل لاستنفار واستنهاض هِمم الأمة للمعركة.

أولاً: سعينا حثيثا وركضنا مسابقة للزمن لتكوين سرايا مجاهدة تأوى إلى بؤر آمنة وتجوس الديار مجاهدة تصطاد العدو فى الطرقات والدروب من الأمريكان والشرط والجنود، ونحن ماضون فى تدريب هؤلاء وتكثيرهم، أما الروافض فستكون النكاية فيهم بإذن الله بعمليات استـشـهادية وسـيارات مفخخـة.

ثانيا: نـحن نجهد منذ فترة فى رصد الساحة وغربلة العاملين بحثا عن الصادقين ذوى المنهج السوى لنتعاون معهم على الخير، وننسق معهم بعـض الأعمال، وصولاً إلى الالتحام والتوحد، بعد التمحيص والتجربة، ونرجو أنا قد قطعنا شوطا جيدا ولعلنا نقرر الإعلان قريبا، ولو بشكـل تدريجى، لنظهر علانية، فقد طال زمن الكمون ونحن جادون فى تجهيز مادة إعلامية تكشف الحقائق وتسنفر العزائم وتستنهض الهمم وتكون ساحة لجهاد يتكامل فيه السيف والقلـم.

ثالثا: يرافق هذا سعى نرجو أن يشتد فى كشف الشبهات المعوقـة وبيان الأحكام الشرعية، عبر الأشرطة الصوتية، والدروس العلميـة، نشرا للوعى وترسيخا لعقيدة التوحيد وإعدادًا للبنية التحتية وإبراءً للذمـة.

رابعا: الزمن المقترح للتنفيذ، أملنا أن تتسارع وتيرة العمل وتتشكل سرايا وكتائب بخبرة وتجربـة وجلد انتظارا لساعة الصفر التى نبدأ فيها بالظهور العلنى والسيطرة على الأرض فى الليل ليمتد الأمر إلى النهار بإذن الواحد القهار.

ويعلم الله إنا ما سعينا فى يوم لنبنى مجدا لأنفسنا، وكل الذى نرجوه أن نكون رأس حربة وطليعة تمكين وجسرا تعبر عليه الأمة إلى النصر الموعود، والغد المنشـود.

هذه رؤيتنا قد شرحناها، وهذا سبيلنا قد جليناه، فإن وافقتمونا عليه وارتضيتموه لنا منهاجا وطريقا، واقتنعتم بفكرة قتال طوائف الردة فنحن لكم جنـد محضرون، نعمل تحت رايتكم وننـزل على أمركم، بل ونبايعكم علانية على الملأ وفى وسائل الإعلام إغاظةً للكفار، وإقرارا لعيون أهل التوحيد، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله، وإن بدا لكم غير ذلك، فنحن إخوة ولا يفسد الخلاف للود قضية، نتعاون على الخير ونتعاضد على الجهاد، وبانتظار جوابكم.

حفظـكم الله مفاتيح للخير وذخرا للإسلام وأهله، آمـين آمـين.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أَبُوْ مُصْعَبٍ الزَّرْقَاوِى

أَمِيْرُ جَمَاعَةِ التَّوْحِيدِ وَالجِهَاد

العِرَاقُ – بِلادُ الرَّافِدَيْن

 

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز


اقرأ ايضاً



آخر الأخبار