البث المباشر الراديو 9090


في صباح يوم العيد، تزدحم ساحات مسجد الصديق في منطقة شيراتون بمصر الجديدة بالقاهرة بالآلاف من المصلين الذين يتوافدون من مختلف الأعمار، مرتدين أجمل الثياب، حاملين في قلوبهم فرحة انتهاء شهر رمضان المبارك، وتبدأ الأجواء بالتكبيرات التي تعلو في السماء، معلنةً بدء صلاة العيد بعد شروق الشمس بقليل.

الساحة الواسعة للمسجد تتحول إلى لوحة إنسانية تجمع بين البهجة والروحانية، حيث يتبادل الناس التهاني والابتسامات، ويحرص الأطفال على اللعب بالبالونات الملونة التي تُوزع غالباً في مثل هذه المناسبات.

لكن ما يميز احتفالات هذا العام في مسجد الصديق هو التعبير الواضح عن دعم فلسطين، تلك القضية التي تحتل مكانة خاصة في قلوب المسلمين، وخلال صلاة العيد، تُرفع أعلام فلسطين عالياً في الساحة، وتتعالى الهتافات المؤيدة للشعب الفلسطيني، مثل "بالروح بالدم نفديك يا فلسطين"، تعبيراً عن التضامن مع إخوانهم في ظل التحديات التي يواجهونها. هذا المشهد ليس مجرد طقس عابر، بل هو رسالة قوية تؤكد أن فرحة العيد لا تنفصل عن الشعور بالمسؤولية تجاه القضايا العادلة.

بعد انتهاء الصلاة، تستمر الأجواء الاحتفالية بتوزيع الحلوى والهدايا على الأطفال، بينما يتشارك الكبار الحديث عن أهمية التكافل والدعم المستمر لفلسطين، سواء بالدعاء أو المساعدات أو التوعية المسجد، بموقعه المميز وتاريخه في استضافة مثل هذه المناسبات، يتحول إلى منصة تعكس وحدة الأمة وتآزرها، حيث يتجاوز الحدث حدود الاحتفال المحلي ليصبح تعبيراً عن هوية جماعية تتشابك فيها الفرحة بالالتزام الأخلاقي.