روؤس بيضاء بعروش خضراء تُزين أكبر مفارش الثوم بمصر، بداخل قرية عمر مكرم بمركز بدر، في محافظة البحيرة، وهي أشهر قرية مصدرة للثوم بالأسواق العالمية، إذ تجلس السيدات والرجال والشباب على المفارش جميعهم يقومون بإعداد الثوم وتنظيفه وتجهيزه وتفريزه بالمواصفات المطلوبة لكل دولة، وبأدوات بدائية بسيطة دون تدخل آلي، حيث يعمل أكثر من 90 % من سكان القرية في الثوم، ولهذا تعتبر قرية عمر مكرم هي القرية "الأم" لتصدير الثوم بمصر.
كخلية النحل لكل منهم مهامه، لوهلة تشعر وكأن الجميع يسارع الزمن في إنجاز عمله، منظر يشرح الصدر ويبث الحماسة بداخلك، عيناك لا ترى من حولها إلا أيدي عاملة بدقة، والتي من خلالها استطاعت مصر أن تكون في صدارة دول العالم بجودة وانتاجية عالية ليس لها منافس، في تصدير كنز مزارعين مصر وهو "الثوم المصري"، والمُلقب في الأسواق العالمية بـ "بالغول الأبيض".
والتقت عدسة "مبتدا" بـ "محمد حسني" صاحب مفرش ثوم بقرية عمر مكرم التابعة لمركز بدر، في محافظة البحيرة" ليتحدث عن تصدير الثوم المصري وجودته العالمية التي جعلته في الصدارة، قائلاً: أعمل في تصدير الثوم منذ سنوات، ومحافظة البحيرة لها نصيب الأسد في تصدير الثوم للخارج خاصة منطقتي مركز بدر ووادي النطرون، حيث يتم زراعة الثوم في شهر سبتمبر، ويأخذ وقتًا لينضج بالأرض من 5 إلى 6 أشهر، فالثوم له عدة مراحل بداية من زراعته للأرض وحتى تجهيزه، ومن ثم يأخذ ثلاثة مراحل أولها التنظيف ثم العبوة ثم الثلاجات لعملية التصدير بعد إعداده للحجم المناسب.
وتابع "حسني": نقوم بزراعة الثوم في تربة رملية مع الفراولة ولهذا تكون أحجامه كبيرة، و الثوم نوعين إحداهما بالثوم الصيني بأحجامه الكبيرة وهو الأشهر بوجه بحري وتحديدًا بالبحيرة، والأخر هو الثوم البلدي الأبيض وهو متواجد بكثرة في الصعيد، كما أن الثوم يمر بمرحلتين وهي الفريش من الأرض ويأخذ اللون الأبيض، ثم يتم تخزينه من 3 إلى 4 أيام حتى يأخذ اللون الأحمر للمرحلة الثانية ومن بعدها إلى الثلاجات وبلكتات ثم التصدير، ويأخذ وقتًا 5 أيام بمصر و15 يومًا للبلد المُصدر لها.
وأضاف صاحب مفرش الثوم: نحن بقرية عمر مكرم نصدر الثوم الصيني بكميات كبيرة للخارج، ومن دول الغرب التي نصدر لها الثوم مثل روسيا وبولندا ، ودول عربية كالسعودية والإمارات وعمان والكويت والبحرين عن طريق الطيران والحاويات، وتميزنا بالبحيرة بالجودة والأحجام الكبيرة وزراعته بالتربة الرملية.