إسعاد يونس
قالت يونس "فى أوائل التلاتينات وفى الحلمية الجديدة، ربنا رزق البشمهندس أحمد كمال، المهندس الزراعى المتيسط ومشرف الأراضى الخاصة الملكية وقتها، ببنت زى القمر سماها فاطمة، فاطمة، البنوتة الرقيقة تكبر وتبقى بشهادة كتير من أكبر نقاد الفن السابع واحدة من أهم الفنانات الشاملات فى تاريخ السينما المصرية، إنّ لم تكن أهمهم، الدلوعة، معبودة الجماهير، جوهرة الأفلام الغنائية، شاديّة الحُب شادية".
وأضافت "شادية نجمة الشباك الأولى لمدة تزيد عن ربع قرن من تاريخ الزمن، شادية اللى قال عنها كمال الشناوى، إيرادات أفلامها جابت أراضى وبنت عُمارات، واللى قال عنها الأديب الكبير نجيب محفوظ، إنها دلوعة الشاشة، فتاة أحلام كل الشباب، هى لا تشبه أىٍ من بطلات رواياتى، لكن عندما رأيتها تؤدى أدوراهن على الشاشة جعلتنى أرى أبعاد جديدة لم أرها فيهن من قبل، شوف الجمال، أه والله، زى ما بؤلكوا كده".
وتابعت يونس "بداية شادية كانت مع المخرج أحمد بدرخان، اللى كان بيدور عن وجوه جديدة، فاتقدمت ونالت إعجاب كل اللى كان فى استوديو مصر، إلا إن المشروع توقف، لكن فى الوقت ده قامت بدور صغير فى فيلم أزهار وأشواك، وبعد كده رشحها أحمد بدرخان لحلمى رفله، عشان تقوم بدور البطولة قدام محمد فوزى فى أول فيلم من انتاجه "العقل فى أجازة" وحقق الفيلم نجاح كبير وكان بداية انطلاقها.
وأوضحت يونس "فرصة عمرها زى ما بتؤل كانت مع فيلم المرأة المجهولة، اللى كان يدوب سنها 25 سنة، وعملت دور من أقوى أدوارها وبمراحل سِنيّة مختلفة، وإحساس وأداء نقلها نقلة كبيرة جدا فى مشوارها، النقلة التانية كانت مع مجموعة أفلامها مع صلاح ذو الفقار، واللى قدمتها بصورة مختلفة، رومناسية، وكوميدية، ودرامية، خلتها ممثلة كل الأدوار وصاحبة الألف وجه".
وقالت يونس "بمناسبة الوجوه بقى، شادية كانت بالنسبة لكل بنات جيلها، أيقونة، كُلّ البنات والستات يجروا يشوفوا أفلام شادية عشان يعرفوا إيه الجديد فى قصات الشعر ومكياج العين، وفوراً يبقى موضة فى طول مصر وعرضها، لدرجة إن تسريحات الشعر كانت بتتسمى بإسمها، ولحد النهاردة أشهر أوصة شعر هى أوصة شادية، من الطرائف إنها صاحبة أكبر عدد من السنائيات الفنية قى تاريخ السينما، يعنى أكبر فنان تلاقيه عمل ثنائى مع حيا الله ممثل ولا اتنين مثلا، لكن شادية كان لها ثنائيات مع أغلب ممثلين وجانات جيلها، تاريخها الطويل فى السينما والطرب بيقابلوا فى المسرح مرة وحيدة، وهنا بقى العظمة اللى تعرفك قيمة وقامت شادية، لما تعمل مسرحية واحدة، وتفضل المسرحية الواحدة دى علامة فى تاريخ المسرح الكوميدى المصرى للأبد، فى الوقت اللى توقف فيه قدام عملاقة المسرح زى الأستاذ مدبولى، وملكة المسرح سهير الببلى، وهما يشهدولها ويقولوا كُنا بنشتغل على حِس شادية ولجمهور شادية، وقى قمة تألقها تقرر السطورة تقفل الستارة بإيدها وتبعد فى هدوء، وتختار توهب حياتها لعمل الخير و تربية الأيتام.
واختتمت يونس "ست الكُل الحجة شادية، فى أزمة مرضها الأخيرة مصر كلها كانت بتدعيلها بصوت واحد وبقلب واحد، بيتمنوا الشفا لأيامهم الحلوة وذكريات عمرهم الجميل، شادية اللى جزء من تاريخ مصر نفسها مرتبط بصوتها وصوت ضحكتها ورنة مصر اليوم فى عيد، اللى لسه عنوان لأى انتصار بيحصلنا، شادية أحلامنا وقيمنا النبيلة فى صورة إنسانية، أه والله زى ما بؤلكم كده".