البث المباشر الراديو 9090
جمال رائف
استهداف الدور المصري الداعم للقضية الفلسطينية بالأكاذيب والشائعات لإحداث حالة تشكيك تحقق الهدف الإسرائيلي المتعلق بالاستفراد بالشعب الفلسطيني في محاولة فاشلة لتحييد القاهرة الصامدة أمام مخطط تصفية القضية، هو الأمر لملاحظ منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

الأجهزة المعنية داخل مصر وعلى مدار ثمانية أشهر رصدت عشرات بل مئات الشائعات والأكاذيب الصادرة من داخل إسرائيل أو عبر الإعلام الغربي والأمريكي تحديدا والتي تستهدف النيل من الدور المصري الداعم للشعب الفلسطيني وعدالة القضية الفلسطينية، اليقظة المصرية لحرب التشكيك مكنت القاهرة من التصدي ودحر كافة الأكاذيب في مهدها، بل إن العمل المصري على الأرض هو أيضا ينسف تلك الشائعات، فالواقع خير شاهد ودليل علي نزاهة وشرف العمل المصري دعما للقضية الفلسطينية، ورغم هذا مازالت حروب التشكيك مستمرة ومتصاعدة ما يؤكد الفشل الإسرائيلي الأمريكي في إدارة الصراع الإقليمي والبحث عن مبررات واهية لاستمرار الحرب التي تتسع يوم بعد يوم في الإقليم، فما حدث بالأمس القريب تجاه التشكيك في الوساطة القطرية يحدث اليوم أيضا ولكن بتجاه الوساطة المصرية الساعية لوقف إطلاق النار بقطاع غزة، في دليل قاطع إن المستهدف هو إبعاد الوسطاء وتنحية مسارات الحلول السياسية لتنفيذ المخطط الإسرائيلي الإجرامي تجاه المدنين بالقطاع.


لا يمكن تفسير تقرير " CNN " حول الوساطة وما يحمله من كذب وافتراء تجاه الدور المصري سوى أن الولايات المتحدة الأمريكية تريد تعليق فشلها وإخفاقها في الضغط على الجانب الإسرائيلي من أجل وقف إطلاق النار على شماعة الوسطاء، خاصة أنها لا تمتلك مبرر حقيقي تخاطب به الرأي العام الأمريكي بعد أن أرسلت عددا من المسؤولين إلى تل أبيب على رأسهم وزير الخارجية وأيضا مدير المخابرات الأمريكية وأخيرا مستشار الأمن القومي وجميعهم حققوا فشلا كبيرا في إقناع نتنياهو بوقف إطلاق النار وبالمناسبة هذا ليس تعاطفا مع الوضع الإنساني لقطاع غزة ولكن لأن المصلحة الأمريكية سواء الداخلية أو على خريطة الصراع الدولي تتأثر سلبا بطول أمد الحرب على غزة، فشل أمريكي في التحكم في إدارة الصراع بمنطقة الشرق الأوسط تحققه الولايات المتحدة الأمريكية لأول مرة في تاريخها بسبب نتنياهو وبدلا من أن يتبع البيت الأبيض سياسة المصارحة والمكاشفة ويخاطب الرأي العام الأمريكي بأنه فقد السيطرة على إسرائيل، تقوم وسائل الإعلام الأمريكية بتزييف الواقع ووضع المزيد من مساحيق التجميل على وجه الإدارة الأمريكية لإخفاء هذا الفشل، ولكن كون تلك الأكاذيب واهية وهشة فقد انفضح واقع السياسة الخارجية الأمريكي بعد أن باتت الولايات المتحدة الأمريكية ولأول مرة غير قادرة على التحكم بأدوات الصراع في المنطقة بل إن إسرائيل وبالتحديد نتنياهو يجرجر بايدن نحو أن تفقد واشنطن مصداقيتها داخل المجتمع الدولي بعد أن أصبحت دوائر صناعة القرار الأمريكي تردد فقط ما يقال في تل أبيب دون وعي أو إدراك بخطورة هذا على المصلحة الأمريكية، فلماذا لا يتحلى البيت الأبيض بالشجاعة ويقول فشلت الإدارة الأمريكية في السيطرة على الصراع بمنطقة الشرق الأوسط؟ هل يمتلك بايدن الشجاعة ليصارح الداخل الأمريكي بواقع الموقف الأمريكي المحرج على الساحة الدولية؟ بالطبع لا، فقط المزيد من الكذب الإعلامي لتعليق الفشل الأمريكي على أطراف أخرى.

أما بتفنيد ما نشر عبر " CNN" من افتراء على الدور المصري هو أمر يُعد إهانة صريحة للمنطق، لسبب بسيط للغاية أن كل ما تم طرحه من أراء مصرية كان محل إشادة من الإدارة الأمريكية وهناك تصريحات صحفية موثقة بهذا الشان، ثانيا رئيس المخابرات الأمريكية ويليام بيرنز خلال جولته بين القاهرة وتل أبيب كان مطلع على كافة التفاصيل من كل الأطراف فلماذا لم يعترض حينها إذا كانت هذه الأدعات صحيحة؟ ولماذا أكمل المفاوضات لآخر لحظة فهل كان يخوض مفاوضات لا يعرف عنها شئ؟ ثالثا التصريحات المصرية خلال جولات الوساطة المصرية وهي أيضا موثقة تؤكد على اطلاع الجانب الأمريكي بكافة التفاصيل والإدارة الأمريكية أشادات عدة مرات بدور مصر في هذه الوساطة؟ أخيرا وليم بيرنز رئيس المخابرات الأمريكية كان حاضرا بنفسه اجتماعات القاهرة الأخيرة والأوراق جميعها كانت على الطاولة ونقاط الخلاف محددة ومعروفة للجميع بل ومنشورة عبر وسائل الإعلام، أخيرا مصر هي وحدها من خاضت مفاوضات ناجحة من أجل وقف الحرب مع إسرائيل وهي وحدها في المنطقة التي تمتلك خبرة إدارة التفاوض في هذا الشأن فكيف يمكن التشكيك بالأساس بقدرتها التفاوضية وهي تكتسب مصداقية يسطرها التاريخ.

مصر في حاجة لوقف إطلاق النار داخل قطاع غزة أكثر من الفلسطينين أنفسهم، وهذا ليس تخوفا أو ضعفا، ولكن لأن مصر في أمس الحاجة لإخماد النيران المشتعلة على حدودها الثلاث الشرقية والغربية وأيضا الجنوبية لتتفرغ لتحقيق أهدافها التنموية ومصالحها الاقتصادية، فهي لا تمتلك رفاهية الوقت لإضاعته على تلك المهاترات الفوضوية، فهي صاحبة مصلحة بل مصلحة استراتيجية فيما يتعلق بوقف الحرب على قطاع غزة سواء لتأثيرات تلك الحرب على الأمن القومي المصري أو إيمانها ودفاعها عن القضية الفلسطينية، ولهذا تعمل منذ اللحظات الأولى بجهد وعلى عدة محاور متوازية لوقف هذا العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، وتستمر وستكمل العمل في نفس الإطار ولن تحول تلك الأكاذيب والشائعات بين مصر والدفاع عن عدالة القضية الفلسطينية.. القاهرة لم ولن تتخلى عن الشعب الفلسطيني.

 

 

 

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز




آخر الأخبار