انطلاق تصويت المصريين بالداخل فى الانتخابات الرئاسية

البث المباشر الراديو 9090
دينا المقدم
فى البداية.. إلى أى مدى يمكن أن يكون سلطان الشيطان على الإنسان؟

علينا أن نعلم أن الشيطان مبتلى بما ابتلى به الإنسان من عذاب وضلال، وبحاجة إلى من يغيثه ويخلصه مما هو فيه أيضا.

فكيف يطمعون فى شهادة وإغاثة من هو محتاج إلى من يغيثه؟

فى مشهد مقدس لحضور الشيطان أمام محكمة عدل الدين والإنسانية.. ينادى حاجب المحكمة: هل حضر صاحب الجلباب الأبيض الملطخ بدماء شهداء الإنسانية؟

حضر يا فندم.

هل حضر صاحب اللحية الثلجية الناصعة البياض، التى تخفى أنيابه التى نهشت عقولنا؟

نعم يا فندم.

هل حضر شاهد من أهلهم يتبرأ من نسبهم ويعلن أنه برىء من كل أفعاله وأفعالهم ومريديه وتابعيه ومنهجهم وضحاياهم؟

حضرت يا فندم ولم يكن حضورى إلزاميا، بل من باب التفضل عليكم وعلى إنسانيتكم المفرطة.. لما هذه الغلبة!

وبسؤاله عن إنهم يرعبوننا من النار حتى جلبوها لنا على الأرض، وظنوا كذبًا أنهم موكلون من الله ليحددوا من منا الصالح ومن منا الطالح.. فقطعوا عنا كل صلة بالله العلى القدير، ليصبحوا هم واسطتنا الوحيدة له جل جلاله، وعن أنهم دمروا الأوطان والعقول والقلوب؟

قال لا أدرى ولا أعرفهم، ولا علاقة لى بذلك ولا ذنب لى فى ذلك، هم من نصبونى وجعلونى إمامهم وشيخهم، وسمموا لحمى وجعلونى وسيطا بينهم وبين ربهم.

هم المذنبون وهذا شأنهم.. أنا فقط فتحت باب الطريق المظلم الطويل وزينته وما كان لى عليهم من قهر يضطرهم إلى إجابتى، أما السير فيه فهذا جهلهم وشأنهم يتحملون نتائجه وحدهم، ولا أسأل عنهم.

كيف زينت هذا الطريق الطويل أيها الشيطان؟

بالدعوة إلى الغواية والضلال، وهذه الدعوة البراقة معراة عن الحجة والبرهان من جهة، وبعيدة عن القهر والسلطان من جهة أخرى، وبناء على ذلك فلا لوم ولا عتاب كما أخبرتهم أنه طريق الله الوحيد، وأن أى طريق غيره فيه هلاك لهم وآخره جهنم.

وهل استجابوا أيها الشيطان؟

ها هم الحمقى أمامك اليوم يا حضرة القاضى الجليل.

هنا يتدخل أحد المتهمين فى الحديث "يا شيطان لقد أخبرتنى يوما ما أن الجهاد فى سبيل الله بإرهاب الآمنين وقتلهم سيكون مصيرى الجنة!".

الشيطان: أنت أحمق كيف أوعدك بالجنة وأنا لا أعلم ما مصيرى أنا فى الآخرة.

أيها الشيطان عندما تطلبك المحكمة للشهادة، فليس ذلك عبثا وهؤلاء اتخذوا من أحاديثك ووسوستك حجة فى أفعالهم.

كيف تبرئ نفسك من هذا؟

يا حضرة القاضى أنا لست أهل للفتوى وإن افتيت كانت اجتهادات شخصية وعبث صدقه المغيبين  وأخذوه منهجا هذا ذنب حماقتهم.

منذ متى ويسأل الشيطان عن ذنوب تابعيه.. أليس بهم عقول!

والتفت القاضى إلى سكرتير الجلسة يمليه:

فهذا هو الشيطان فى الآخرة يعلن فى صغار وانكسار تخليه عن أتباعه الذين أطاعوه فيما زين لهم من المعاصى، ويوضح لهم أنه لم يكن له سلطان يجبر هؤلاء على ما كان سبباً فى دخولهم جهنم.

وعلى الناس أن تعلم أن الدين عقل مؤمن وثقافة محكمة وليست احتفاء بالصغائر وتجسيما للأوهام، وأن فى داخل كل منا محكمة عادلة تبقى أحكامها يقظة قى نفوسنا.. هى الضمير وليست شياطين الإنس.

وبالنظر إلى حال الإنسانية على يد هؤلاء الشياطين الذين تموت بفتواهم شعوب وتحيا أُخرى، وبفتواهم تشتعل فتنة وتخمد أُخرى، وبمناهجهم تشتعل الأرض غضبا وكراهية ودماء.

حكمت المحكمة بإطلاق سراح عقلك أيها الإنسان وحرية روحك وعلاقتك المقدسة بربك وسحب هذا الترخيص من هؤلاء الوسطاء بينك وبين الله.

رفعت الجلسة.

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز




آخر الأخبار