البث المباشر الراديو 9090
حسام الدين الأمير
جاء قرار محكمة العدل الدولية، بفرض تدابير مؤقتة إضافية على إسرائيل، من شأنها الوقف الفوري للعمليات العسكرية الإسرائيلية، وأية إجراءات أخرى بمدينة رفح الفلسطينية، وفتح معبر رفح، لضمان تحقيق النفاذ الكامل ودون عوائق للمساعدات الإنسانية لسكان القطاع، وفتح جميع المعابر البرية بين إسرائيل وقطاع غزة، وكذلك ضمان وصول أي لجنة تحقيق أو تقصي حقائق بشأن تهمة الإبادة الجماعية، ليؤكد قوة ومتانة الإرادة المصرية والدور المصري منذ وقوع العدوان الإسرائيلي على غزة 7 أكتوبر من العام الماضي.

والملاحظ أن كل قرارات محكمة العدل الدولية، تبنت الرؤية الثاقبة للرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أكد عليها في كل أحاديثه وخطبه ومكالماته الهاتفية مع رؤساء الدول، وخلال مباحثاته مع كبارة قادة العالم، والمتمثلة في رفضه القاطع للممارسات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية، وتصفية القضية والممارسات الإسرائيلية بحق المدنيين الفلسطينيين أو تهجيرهم، ومطالبته الدائمة بضرورة وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية، ودعوته بضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية يقوم على أساس حل الدولتين، ووجود دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو 1967.

قرارات محكمة العدل الدولية، جاءت وكأنها تتحدث بلسان القرار المصري وحكمة ورؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي، بل وتؤكد على قيمة وعمق التحركات التي قامت بها مصر طوال الشهور الماضية والجهود المصرية المخابراتية لتحقيق الهدنة في غزة.

والمتابع للأمر، يرى رفض مصر القاطع منذ اللحظة الأولى لعملية السيوف الحديدية التي قامت بها إسرائيل في قطاع غزة ورفضها لفكرة تهجير الفلسطينيين إلى مصر، وأن هذا الأمر بالنسبة لمصر خط أحمر، ولن تسمح به مصر أو بالتفريط في شبر واحد من سيناء، وأن الدولة المصرية منذ اليوم الأول وموقفها واضح وقوي تجاه القضية الفلسطينية، وتجاه تقديم العديد من المساعدات من أجل الشعب الفلسطينى، وموقفها ثابت في دعم القضية الفلسطينية، وفتح معبر رفح لإدخال المساعدات وعلاج المصابين، وهو ما أكده أيضًا الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال الاتصال الهاتفي الذي استقبله من الرئيس الأمريكي جو بايدن، والذي أكد فيه على ضرورة تضافر المساعي المختلفة لإنفاذ حل الدولتين، وفقا لقرارات الشرعية الدولية، فضلًا عن تأكيد الرئيسين السيسي وجو بايدن، على رفضهما كل محاولات تهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم، ودعمهما لكل السبل الهادفة لمنع تفاقم وتوسع الصراع.

والمحلل أيضًا لهذا الاتصال، في هذا التوقيت الحرج من الرئيس الأمريكي جو بايدن، للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، يلاحظ أن مصر هي رمانة الميزان في كل الأمور، وأن أية مباحثات ومفاوضات لن تنجح بدون الوساطة المصرية أو دور الرئيس المصري فيها، نظرًا لقوة الدولة المصرية من جانب وثقة الشعوب وحكوماتها في الرئيس عبد الفتاح السيسي، خاصة وأن الجانب الإسرائيلي يواجه بانتقادات شديدة من كل دول العالم التي باتت تعترف ضمنيا بحق الفلسطينيين في أرضهم وإدانة كل الممارسات الإسرائيلية في المنطقة بشكل عام، وبحق الفلسطينيين بشكل خاص بل وإدانة كل الدول التي تساند إسرائيل في مواقفها وسياساتها وبات الجميع يرى في الرئيس المصري حكمة الحل وفي الدور المصري رؤية التنفيذ.

الاعتراف الذي أدلى به الرئيس الأمريكي جو بايدن في اتصاله بالرئيس السيسي عندما أعرب له عن بالغ تقديره للجهود والوساطة المصرية المكثفة والدؤوبة والمستمرة للتوصل إلى وقف إطلاق النار واتفاق للهدنة في القطاع، بل وطلب من الرئيس عبد الفتاح السيسي الاتفاق على ضرورة تكثيف الجهود الدولية لإنجاح مسار التفاوض وتحقيق انفراجة تنهي المأساة الإنسانية الممتدة التي يعيشها الشعب الفلسطيني.

كل هذه المواقف تؤكد أن الدور المصري لا يزال هو الدور الوحيد في الجهود الإقليمية والدولية، الذي يمتلك زمام القرارات الصحيحة الصائبة، التي من شأنها أن تقودنا إلى تنفيذ الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار ومواجهة كل المحاولات الإسرائيلية الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية.

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز




آخر الأخبار